و عين الرضا عن كل عيب كليلة....

اثنين, 11/10/2021 - 12:21

بنشاب: وعَينُ الرِضا عن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
ولكِنّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا..
............................................
أخي اسلم الدية كنت فيما سبق أراك ترى الرئيس السابق ولد عبد العزيز بعين السخط، فما ترى منه غير المساوئ..
لكن تعليقك المرفق شكل ثقل التوازن، بين ما تعرفه عن الرجل وما تعتقده عن تسييره خلال العشرية..
وأنا بدوري أشهد أن الرئيس السابق ولد عبد العزيز، لا توجد مسوغات لإتهامه بالفساد، كما لا توجد دلائل توحي بفساده قد تتمخض عنها قرائن تثبت وجود فساد طيلة العشرية..
كيف واتتني الجرأة أن أقدم هكذا شهادة أمام الملأ.. ؟
الحق أقول، لا علاقة لي بصالونات أو بارونات أو لوبيات ضغط أسس على طرحهم مواقفي.. إنما معلوماتي جد بسيطة ومتاحة للجميع، وضالتي هي الحقيقة أبحث عنها ولا أريدها إلا ناصعة البياض..
لو كان الرئيس الرئيس السابق فاسدا أو يسعى للفساد:
-- ما كان رفع شعار محاربة الفساد..
-- ما كان سجن وعزل كل من حامت حولهم شبهات فساد، لأن هذا سيعرضه أن يفضح أحدهم فساده.. إذ الرئيس لا يمكن أن يكون فاسدا مستترا.. ولابد من وجود وطنيين من حوله يكشفون أو يسربون فساده، وإن ستره هؤلاء عشر سنين فإن من يسجنهم ويعزلهم بتهمة الفساد لا محالة سيكشفون أمره على الملإ.. وهذا ما لم يحدث!!
-- لكان كمم الأفواه، وحد من الحريات، من باب أن السارگ فيه لعظام، ولا يعقل أن يكون الرئيس الفاسد هو من يصون الحريات، ومن يحاسبونه على الفساد هم من يسعون لمصادرة الحريات !!
-- لكان ترك لأقرب مقربيه الحبل على الغارب كما وجدهم، ولكان استفاد من خبراتهم الخبيثة..
-- لما كان خفَّض ميزانية الرئاسة بما يقارب النصف منذ أول مأموريتيه، بينما زادها أضعافا من يحاسبونه اليوم على الفساد..
-- لما كان أقام مشاريع للطاقة يكون من ضمنها شراء صيانة 20 سنة أي صفقات من نوع  (EPC + M&O) أي مصنع أو مشروع جاهز للتشغيل + صيانة وتشغيل.. هذا النوع لم ينفذ إلا في العشرية وهي مشاريع أكثر قابلية للديمومة وفازت بها شركات دولية دون شريك محلي.. لأن الشريك المحلي لا يجرؤ على هكذا ضمانات، إنما على الطريقة القديمة عقود (EPC - Turnkey) أي المصنع الجاهز للتشغيل لكن من غير ضمان أو صيانة لأنه من آليات رديئة ستتعرض للتلف بعد حين..  
-- لما كان صرح في آخر مؤتمراته الصحفية، أن من حرصه على المال العام، أن قائد الجيوش كان يقدم له مشروعا من مشاريع الجيش بميزانية مليار ومائتي مليون.. ويقول أناقش معه ميزانية المشروع حتى تنخفض إلى النصف !!
-- ثم إن أكبر واعظم قرينة على براءة الرجل وعشريته أنك حين تناقش ناعقا بفساد العشرية وانها نار وجحيم، طالبا منه تقديم ملف فساد للنقاش لا أكثر من ملف واحد لندين به العشرية.. إذا به يتلكأ ويتفلسف، ثم حين تحرجه يرد عليك: "المايراعي فاسما لا تنعتولو"..
أحنا قطعا الفساد ما شفناه وانتوم عاجزين عن تنعتوه لنا !!!!!
هذا غيض من فيض.. إن فساد الرئيس السابق ولد عبد العزيز في العشرية ليس بالفساد الجديد بقدر ما هو فساد متجدد.. إنه نفس الفساد الذي ذكره الزعيم الجميل مسعود ولد بلخير حتى قبل أن تبدأ العشرية.. إذا في مهرجان عرفات الشهير اتهم المترشح آنذاك محمد ولد عبد العزيز الطبقة السياسية الموريتانية بالفساد المالي.. فرد عليه الزعيم مسعود: أنت يا ولد عبد العزيز "فاسد سياسيا"..
واليوم أيضا نجد أن فساد الرئيس السابق عزيز محصور في إفساده لفساد الآخرين.. سواء بسواء المقربون منه اجتماعيا، أو المقربون منه في دوائر جكم البلد!!!!
....................................
أما عن مصدر ثروته، فقد صرح في أول مؤتمر له أن رئيس المحكمة يعرف مصدرها.. لكن الجميع تصامم عن ذلك !! وأردف "مازحا" أنه متأكد الجماعة التي سطت على مكتب رئيس المحكمة العليا إنما كانوا موجهين للبحث عن إقرار ذمته.. وهذا طبعا هو مبدء من أين لك هذا الذي دسترناه عن طريق إقرار الذمة.. الذي يعطي لرئيس المحكمة فقط الإطلال على مصادر ثروات القادة السياسيين..
ثم في مؤتمره الأخير صرح أن خلفه يعرف مصدر ثروته !!
لكن لا المشرع عندنا ولا لجنة تحقيقه تهمهم الحقيقة ليسألوا الخلف عن ثروة السلف ولو رفعا للحرج..
كما لا صحافة "دخل شي" يهمها من حقيقة تلك الثروة سوى أن هناك من وتروهم لتقليل الأدب على الرئيس السابق، وإلا فإن الصحفي يكون غوغائيا حين يسأل رئيسا سابقا عن مصدر ثروته.. لأنه لو أراد أن يعرف أو لم يكن به جهل مركب لوجه هذا السؤال لرئيس المحكمة العليا..