رسالة إلى من يهمه الأمر...

أربعاء, 22/09/2021 - 19:16

بنشاب : ما بعد التشاور الوطني المرتقب، لن يكون كما قبله..
الإنتظارات المعقودة على هذا الحوار و شكل الخارطة السياسية التي سيتم رسم ملامحها و إخراجها للرأي العام الوطني ستكون خارطة مبسترة من تلك التي طبخت في الغرف المغلقة مع النخب السياسية.
التهدئة مقابل المحاصصة.. الحوار لن يرتقي عن هذا السقف، إلا إذا حدث تغيير جدي يتمثل في تصحيح العلاقة و الاولويات و اتخاذ قرار فوري و شجاع من الجهات العليا في الدولة لتسوية الأزمة السياسية التي تم بموجبها إحالة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى القضاء و الإعتذار له؛
فكما أن العدالة لا تتجزأ ، و إلا تصبح المحاكمات نوعا من المحاسبة لأصحابها أو شكلا من تصفية الحسابات، فإن استهداف فصيل سياسي من الشعب على النوايا في قضية "المرجعية" و ليس على الأفعال، يُعد ظلما و انتهاكا للحقوق السياسية للمواطنين التي أقرها الدستور الموريتاني.
فالرئيس السابق تنازل عن الحكم طوعا و رفض حين كان على رأس مهامه في الدولة، مطالب البعض بالترشح لمأمورية ثالثة احتراما للدستور، و منهم من يناصبه العداء اليوم لهذا السبب. 
و بالتالي علينا أن نعترف بأنه "ضحية" لخلاف سياسي جرى تحويره ليخدم أجندة مفتعلي هذه الأزمة.
أخيرا..
لن أكون متشائما من إمكان الدفع بهذا الحوار ليكون في مستوى الإنتظارات المعقودة عليه، إلا أنني أخشى من انحراف البوصلة التي يريد لنا البعض ان نظل مرتهنين لأطماعهم الشخصية الضيقة و أجندتهم "المشبوهة".
إن الوطن ليس لحزب أو جهة، إنه للجميع و يتسع لنا جميعا، و أمنه القومي لا يصنعه السياسيون الذين يتصارعون على السلطة و همهم تقاسم المنافع و المناصب، بل يصنعه الرجال المستعدون دوما للتضحية و المشاركة الفاعلة في البناء و الدفاع قولا و فعلا عن حياض الوطن.