رسالة غير مشفرة....

خميس, 16/09/2021 - 13:51

بنشاب: منذ توليه السلطة وبعد أنْ أدار ظهر المجن للرئيس السابق ، يحاول نظام الغزواني تسيير البلاد بانتهاج سياسة المحاصصة والارضاء للطبقة السياسية ، فجمع حوله كشكولا غير متجانس من الأغلبية المتملقة التي كانت وإلى الأمس القريب تسعى للتمديد لسلفه ، وطيفا مما كان يعرف بالمعارضة الراديكالية التي أثبتت الأيام أنها كانت تمارس الابتزاز السياسي للحصول على أكبر قد من المكاسب والمنافع الشخصية .
كلف النظام أولئك بتسيير ملف الرئيس السابق من خلال اللجنة البرلمانية ، في ذات الوقت الذي تم اسكات هؤلاء بالمحاباة بتعيين الأقرباء وتوزيع الصفقات فيما بات يُعرف بسياسة الانفتاح وتهدئة المناخ السياسي وفق آليات نظام "الأخلاق" . 
تمّت شيطنة الرئيس السابق و جرجرته إلى ملف قضائي مختلق انتهى به إلى سجن تعسفي دون محاكمة ، بتمالئ واضح مع "المعارضة" التقليدية ووسط صمت مشين من المجتمع المدني و الشخصيات الحقوقية ، فيما تولت المنظومة الأمنية للنظام مهمة قمع واسكات مناصري الرئيس السابق والبقية الباقية من الأحرار والمتشبثين بالقيم والمبادئ .
وقد شكّلت أنانية و انتهازية طبقتنا السياسية ، وجوع و طمع نخبنا المثقفة ، واستكانة المواطن و لا مبالاته ، مجتمعة ظروفا مناسبة لترتيب مخطط نظام التخبطات ، لكن يبدو أنّ عامين من تبديد الثروات والسياسات الفاشلة والارتباك والتخبط ، ولّدت استياء لدى المواطنين وأبانت عن خيبة أمل كبيرة في صفوف المغرر بهم و أحدثت تململا واضحا لدى الطيف السياسي المغيّب ، وهو ما يبدو أنّ حزب الرباط المحسوب على الرئيس السابق محمد ول عبد العزيز التقطه ليبدأ حركة التفافية ذكية ومحسوبة دشنها بلقاء تشاوري مع الرئيس مسعود ول بلخير ، ولم يكد النظام يستفيق من صدمتها حتى ضرب الحزب من جديد وبقوة هذه المرة بلقاء جمعه مع قيادات من حراك ميثاق لحراطين كالمنسق العام الحراك يربه ولد نافع، ورئيس حزب المستقبل  المختار ولد سيدى مولود ورئيس حركة الحر السامورى ولد بي، الذى يعتبر الراعى الأبرز لحزب المستقبل وأحد كبار مؤسسيه ..
وعلى الرغم من أنه لم يعلن حتى الآن عن فحوى هذه اللقاءات ولا النتائج المترتبة عليها ، فإنه لا شك أن المراقب السياسي لشؤون البلد يدرك تماما أنها لها ما بعدها ، وفي انتظار الزمان والمكان الذيْن سيضرب فيهما حزب الرباط من جديد فإن المياه الراكدة منذ سنتين تلقت بكل تأكيد حجرا وبدأت تتحرك .
كما أنه بالنظر إلى المتغيرات الاقليمية والدولية ومع التطور التكنولوجي وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي يستحيل مطلقا أن تبقى البلاد تُدار من طرف نفس المجموعات السياسية التي تتبادل أدوار الفساد والافساد والتملق ، فيما يتم تدويرها وتأهيلها من جديد لتلعب ذات الدور .

من ص/ Mourad Al-Mauritani