بنشاب: في زمن البوادي الغابر، كان رجل منا عند البئر يسقي ماشيته، وبينما هو كذلك إذ انقطع الرشاء، فارتد ملتفا على الرجل ، ولكن لحسن حظه سقط في الحوض(التكدّه)، فقال لمن تجمهر حوله كلمة صارت من مأثور الحكم والأمثال: اللهم التكدّه ولا الحاسي!..
ولعلنا نكرر هذا المعنى بمفردات مختلفة، فسرقة المنجزات طموح نحو فعل قصرنا دونه لعجز أو تهاون، ولكنه طموح على كل حال، يختلف عن إباحة الكذب وإشاعة النفاق وتدمير الوطن ولو بنية صادقة ...
فالدولة مدرسة، والمدرسة مهد لزرع القيم وإشاعة الأخلاق الحميدة، وهذا يفرض عليها وعلى القائمين عليها، التحلي بالصدق والنزاهة والشفافية والصبر على هذه الخصال ...
مؤلم أن يؤكد رئيس الجمهورية السيد غزواني أن عزيز لم أوقية واحدة من الخزينة، ومع ذلك يقف سندا لملف وهمي دبره لفيف من أعداء الوطن (اخوان + مفسدين + منتقمين) ضد عزيز ، ثم هذا اللفيف بأفلام وإيرا لتكتمل الصورة مأساوية صارخة، في الوقت الذي لا نجد فيه لا توبة ولا اعتذارا من هؤلاء جميعا رغم تاريخهم المشهود ...
سرقة المنجزات طموح أعلى وأجل من الغدر والخيانة واختلاق المكائد لحجب منجزات كان المنافقون يتفنون في تلحينها والرقص على إيقاعها، من كبيرهم لصغيرهم، ولو اقتضى الحال ما سرقوها ولا خادعوا أنفسهم بالقفز عليها، إنها لبنة يبنون عليها أو يحافظون عليها على الأقل ...
مؤلم أن تقول الدولة إنها تؤمن لعزيز صحته بعزله لأنه يشكو من الضغط، فلم لا تقول أيضا إنها تحتجز ماله حتى يبلغ سن الرشد؟
مثل هذه الأقاويل والأفاعيل، ينسف مصداقية الدولة داخليا وخارجيا، وهي مصداقية أصبحبت في مهب الريح بعد عامين عبثت بهما الأقدا - طبيعية ومصطنعة - فلا نجد من شيء يذكر غير ملهاة عزيز وإيواء أعداء الوطن.
من الصعب أن تتعايش مع قوم يَرَوْن فعالهم في صواب دائما، وأصعب من ذلك أن تتعايش معهم وأنت تعلم علم اليقين أنهم يصرون على الإثم، متجاهلين قوله جل وعلا:(وإذا قيل له اتّق الله ،أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد)
منقول