بنشاب: إلى أخي وصديقي #مختار داهي
معالي الوزير
راودت نفسي ألا أكتب لكم، لسببين:
الأول ان جملة ما سيقال، كنت أنت قلته بنفسك مسجلا بالصوت والصورة، فلا يتطلب غير آلية (copier - coller من الشبكة العنكبوتية.
والثاني، أن الأخ العزيز أسلامه أمينو قدم لك التهنئة مرفوقة بنصيحة تعبر عما أريد وتغنيني عن أخرى وددت الإدلاء بها.
لكن كل هذا لا يمنعني من كلمات صادقة أزفها إليك عرفانا بما أكنه لك من خالص الود ومحض التقدير، مما أرضي به نفسي وعترتي حتى لا يؤنبني ضميري في موقف استبطن خلافه.
قد تكون ناطقا رسميا باسم الحكومة، وهذا مقام يشرفنا، وثقة لا نفرط فيها، لكنها تتطلب من الأمانة والحيطة وتوخي الصدق ما يجعلها قنبلة موقوتة، إن استخدمت استخداما سيئا، فحينها،قد تقصف بصاحبها وبحكومته، خصوصا إذا تكلم على الأثير في عصر لم يعد الإعلام فيه يخفى على الناس أو يخفي ما هو مشاع بالصور والوثائق.
أذكرك بأيام حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة بما قلتم وذكرتم، سواء قي الطاولة المستديرة في الإذاعة الوطنية، أو بما عقدتم عليه العزم في مواقف شتى، وبصفتي أحد الذين تم استدعاؤهم في لجنة الإعلام إبا الحملة، كنت اقترحت قطيعة مع النظام وقتها لنتمكن من ذاتية تسمح لنا بمحاورة الكل، موالاة كان أو معارضة، ولكن كان الرد منكم ومن معاونيكم قاسيا، فالارتباط بنظام العشرية أقوى وأجدر وأهم عندكم من نجاح زيد أو عمرو، وانجازاته هي رصيد الدعاية للانتخابات ...
مضت الأيام، وبدأ الانحراف والانقلاب واختلاق ملفات توريط أنت أعلمنا بحالها، وليس في ذلك من ضير، فسياسة البلدان المتخلفة وبنخبها الفاسدة، تجيد تلك الألاعيب بمهارة، لكن بعض أطرنا لا نسخى له بذلك، قد نقبله من المفسدين أو من المتملقين أو من المنتقمين أو من الحركات السياسية المجبولة على الخداع والترصد له، ولكن من مثلك لا نقبله ...
وفعلا، شد انتباهي تدوينك عن عزل اتخذ ضدك لتتجرع في نفسك وعند الآخرين آلية الالتحاق بركب المنتقمين، وأنت عليم بأسباب الفصل عن السفارة التي آنَسْتُ يوم قدومك من الجمارك وتعلم أن عزيز لا علاقة له به وأنه إجراء اتخذه الحزب UPR ردا على دعمك لمرشح الاخوان في حزب تواصل، وهو تصرف فعلا ينافي الانضباط الحزبي ويحول العمل السياسي إلى مجرد نزوات عابرة.
ثم آلمني كلامك عن عزيز وعن اتهامه بأموال منهوبة قدرتها ب 41 مليارا وهذا تضخيم للمبلغ الذي لا يستقل قليله، لكنه مناف لما صرحت به النيلية وشرطتها بما وصل مع التضخيم والمبالغة وتقييم المنازل والسيارات مبلغ 29 مليارا.
قد ندرك أن من لم يغرد في الأخذ من عزيز لن ينال حظوة هي طموح شغيلتنا، لكن قد يليق بقوم ما لا يليق بِنَا، وقد يليق بِنَا ما لا يليق بهم.
فالحذر - والحذر أقول - من الانزياغ والانزلاق في دهاليز الخبث السياسي التي قيض الله لها قوما يمتهنونها بجدارة، لكن الذين حباهم من محتد الصدق والأمانة والعلم والشهامة، إنما مثلهم كمثل البياض والبياض قليل الحمل للدنس ...