موريتانيا بحاجة لفتح المجال لأبنائها في المهجر وتشجيعهم على الإستثمار بالبلد

أربعاء, 28/04/2021 - 00:35
الحسن أبّه

بنشاب: الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة. 
 ألبرت أينشتاين .

بعد أيام من معرض الثروة الحيوانية بتمبدغه ، صادقت الحكومة على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تدعى " الموريتانية للمنتجات الحيوانية " .
ستنفق عشرات المليارات على هذه الشركة ( قروضا ومعونات ) ولن تحقق أي هدف أو مردودية على الوطن أو المواطن ، تماما مثل ما آل إليه مشروع السكر ومصنع الألبان بالنعمة وشركة الأدوية كاميك ( تقرر مؤخرا إسناد استيراد الأدوية للتجار ) ، ..... وسبب الفشل المحتوم هو انتهاج الحكومات المتعاقبة لنفس المقاربات الفاشلة ، وليس عجزها عن الوصول بمقارباتها لأمن غذائي للبلد رغم قلة سكانه ووفرة أراضيه الخصبة ، سوى مثال صارخ على فشل السياسات المتبعة منذ عهد ولد الطايع حتى اليوم ، فكم من عشرات المليارات والتحفيزات منحت لرجال أعمال لتأمين البلد في حاجياته الغذائية ، واليوم مازال غلق معبر مع المغرب لأيام قليلة يجعل البلد شبه منكوب بمجاعة تسير له دول الجوار الطائرات والبواخر بالمواد الغذائية .
آن الأوان لمقاربات وحلول أخرى ، وأفضلها بالنسبة لي هو خلق مناخ استثمار للشركات الصغيرة والمتوسطة PME والتي ثبت أنها أكثر نجاعة ومردودية من مشاريع الحكومات ومن الشركات الكبيرة ، فكل دول الغرب تعتمد بشكل كبير في اقتصادها وامتصاص البطالة على هذه الشركات المتوسطة التي توظف عشرات الملايين وتنشط في كل المجالات والقطاعات. 
موريتانيا بحاجة ماسة لفتح المجال والأبواب لأبنائها في المهجر وتشجيعهم على الإستثمار بالبلد عبر شركات صغيرة ومتوسطة كمقاربة تحل محل المنح الدائم لرجال الأعمال مليارات الأوقية وهم من فشل لفشل في تطوير إنتاج أو خلق فرص عمل للشباب ، والتوقف أيضا عن إنشاء مشاريع وشركات عمومية ثبت عدم ضمان نجاحها وراكمت ديونا بالمليارات على البلد يدفع المواطن ثمنها عبر تقليص الخدمات العامة المقدمة له بسبب فوائد هذه الديون التي تقضم في الميزانية أكثر فأكثر سنة بعد سنة .

#موريتانيا_عطشانة