هكذا، تسحب ملفات المتابعة الواحد بعد الآخر ولو بحجة غير مقنعة مهما كان ثوبها القانوني الذي تلتحف به، بعد أن شغلت الناس وملأت الفضاء الإعلامي، وتحرك فيها الكل، وكأن سنة كاملة من البحث والقضاء والإهانة، والسجن، والإقامة الجبرية، وهتك الأعراض، وتسليط ادعياء الإعلام وكتائب المتملقين والمنتقمين، والحركات السابحة في الأجواء الموبوءة، يسلقون الناس بألسنة حداد ... أيذبل كل هذا بحجة التقادم والأخطاء الإدارية؟ ...
لا يخولني موقعي الاطلاع على تفاصيل ما يثار في الخفاء، لكني متأكد أن ما ورد بهذه الحجج، هو خروج على النص غير نزيه وازيد غير شريف، وإن كنت أتفهم دواعيه، فقد كان مالك يعتذر عن نفسه، ولكن ليس اعتذارا يمارس الغباء والخفاء لاسترضاء الاشباح، فلا الذين ساندوا ودعموا مسار التحقيق بقابليه ولا الذين كانوا ضحية هذه النزوات، بمغير من موقف دفعوا فيه ما لا يقارن بكلمات ضبابية لا تسمن ولا تغني من شيء! ...
كلنا يتمنى الهدوء والأمن والأمان وبعث روح البناء الجاد والمفيد، وفي الوقت نفسه، نتمنى من الوضوح والشفافية، والالتزام بالقانون العادل، ما يدين من أدين عن بينة، أو يبرئ الذين اتهموا او الين دغدغت مشاعر الوطن باتهامهم ورد الاعتبار لهم ببيان توضيحي لما كان، وإلا فلا جديد في الأمر مطلقا، أقولها، وللقول عندي معنى، ولا اقبل الإساءة على كائن من كان، أحرى أن يكون من الذين بذلوا فما قصروا، وكانت بصامتهم واضحة، وعملهم باق لاجيال تترى ...