عقد ونيف وأكرا محجة للجميع، فمنها انطلقت صولات الخصوم وإليها عادت ألوية الفاتحين وظللتها رايات النصر، عقد ونيف وظلت أكرا بنجادها الممرعة وحقولها الخصبة مرتعاً لخصوم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ففيها زرعوا ومنها اكتالوا وازدادوا حمل بعير. كانت القلعة الحصينة التي تؤرق الرئيس الرمز كلما فكر في هجوم مضاد أو كما تخيلوا ولعقد من الزمن.
بدأت الملحمة المقدسة بتسريب صوتى زعموا أنه للرجل وقد ركب الموجة خلق كثير، ففتح البرلمان الموريتاني وخاصة كتلة المعارضة تحقيقا في الموضوع وقد أعماهم التخندق السياسي عن الخوض في مصدر وقانونية التسجيل حيث ظل المصدر مجروحا ويبقى التسجيل تعدٍّ على الخصوصية الفردية التي من المفترض أن يكفلها الدستور لكل مواطن أحرى أن يكون رئيساً للجمهورية، ومن المفارقات أن يعودنا هذا البرلمان وبكل وقاحة على الدوس على الدستور والاستخفاف بالنصوص، وكما ظهروا آخر مرة. حيث انتهى بهم الأمر إلي محاولة تجريد الرجل من حصانته الدستورية المكفولة سلفا في جو من الضوضاء السياسية والعنتريات التى لا تليق بقبة البرلمان، وجرِّ البلاد إلى أزمة سياسية مفتعلة وفي ظرف دقيق يحتاج فيه المورتانيون إلى الهدوء واالتلاحم والتركيز على مواصلة مسيرة البناء، بدل الإختلاف وهدر الوقت في معارك فرعية كان قدرهم فيها أن يرجعوا كل مرة بخفي حنين.
واخيراً نطق ولد عبد العزيز فأفصح عن مستوىً عالٍ من التضحية في سبيل رفيق دربه إضافة إلي علو كعبه في الاحتراف والقدرة على ترتيب ألاوراق وتوقيت كشفها، وأجدبت أكرا، فأمست حقولها يباباً وخاب المرجفون.