بسم الله الرحمن الرحيم
ذ. باب ولد سيداحمد
سمعت قبل أشهر طرح فكرة انشاء اتحاد للزوايا القادرية الكنتية او ذات السند الكنتي على الاصح وقد اعجبت بالفكرة -المشروع الذي طال انتظاره ومن شأنه ان يعيد للطريقة ألقها ودورها الرسالي ويعيد للمجتمع الخاص روحه ويحدد بوصلته في اتجاه قيم الدين والإصلاخ والريادة كما كان سابقا. وهي افكار يستحق من طرحها ونظر لها وتحرك بها كل التقدير والاحترام على رياديته وسبقه.
لقد اسفت لوجود بعض المعارضة لهذا المشروع اولا من طرف بعض افراد اسرة شيخنا الشيخ سيدي محمد الخليفة في موريتانيا بخلاف مجاميع اهل الشيخ سيدي محمد في عموم الاقليم التي باركت وانخرطت في هذا المشروع على غرار شخصيات وازنة من اهل الشيخ سيدي محمد في موريتانيا.
لكن العجب والحيرة بل والصدمة تملكتني وانا اقرأ بيانا معنونا ب "بيان للناس" وقعته شخصيات كنتية بعضها معروف ومشهور وله فضله واحترامه ومعظمها فتيان صغار تم حشرهم لتكثير السواد.
لقد حمل هذا البيان الغريب مجموعة من القضايا اود التعليق السريع عليها في مجموعة نقاط محددة مساهمة في الحوار والنقاش ودعوة للتأمل والاستبصار .
ـ اولا: البيان الذي حاول اصحابه ان يكون معبرا عن اتجاه عام في كنتة وبالاخص ابناء سيد امحمد الكنتي الصغير لم يوفقوا في ذلك حيث رفضته القيادات المرجعية والاسر القيادية سياسيا ودينيا والاطر الوازنة رسميا وشعبيا. لانه ببساطة لا يعبر عن تاريخ وقيم وتقاليد هذا الفرع الكنتي الاصيل الذي يمثل العمود الفقري لكنتة . ولاينسجم من الإرث المبارك للشيخ سيد امحمد الكنتي الصغير . بالتالي بقي البيان يعبر فقط عن مجموعة اطر لها اطروحاتها وحسابات خاصة، ولكنه لا يعبر عن الضمير الجمعي لمن اراد ان يعبر عنهم. لأن تلك الافكار العقوقية المسمومة متجاوزة ومتخلفة وممجوجة.
ـ ثانيا: البيان غير متماسك في اطروحته فهو تارة يتحدث عن ضعف التشاور دون الاعتراف والاشادة باهمية المشروع وصوابيته . ثم يقفز الى تحويل المشروع الديني الى نعرات قبلية وتفريق المجتمع على اساس الأصول القرابية ثم يطير محلقا نحو سند التلقين ويظهر زهدا وتبرما بسند سيد اعمر الشيخ وخلفائه، صاحب الفروع الطرقية في موريتانيا والاقليم وصاحب التراث المكتوب والإرث المشهود. لمصلحة من يتم ذلك؟ لا ادري قطعا ليس لمصلحة كنتة كمجتمع ولا الطريقة القادرية الكنتية.
ـ ثالثا: طرح البيان فكرة مهمة حول التشاور الواسع في مشروع رائد بهذا الحجم وهذا طرح وجيه ومهم لكن هناك فرق بين وجود نواقص واخطاء يجب السعي للتغلب عليها وبين العمل على التشويش والمشاغبة والتحشيد ضد مشروع ولد في منطقة فراغ لم ياتِ مزاحما لمشروع ولا ضرارا لآخر والكل يعلم انه يعبر بالفعل عن حاجة حقيقية دينية وثقافية للمجتمع الخاص والعام .
ـ رابعا: المشروع ديني وليس سياسي والجماعات المعنية به بالدرجة الاولى هي الزوايا والمشايخ والعلماء وشيوخ المحاظر والاعيان وفي آخر القائمة الاطر . من باب المساعدة الفنية والتاطير والصنف الاول زكى وبارك وانخرط عبر وثائق مكتوبة ليس في موريتانيا وحدها بل في عشر دول عربية افريقية. والاطر المهتمة فتح لها الباب منها من تفانى في العمل للنهوض بالمشروع ومنها من تحفظ واستنكف ولكن منها من استنفر فكره وقلمه في اتجاه مضاد بحجج مختلفة.
ـ خامسا: القول بان المشروع موجه ضد احد او سحبا للبساط من تحت اقدامه او احتكار للتمثيل الديني والروحي فهي تخرصات مؤسفة.
المشروع لم ينافس عملا كان قائما وليس مغلقا دون أحد، وواجب العقلاء إما دعمه وترشيده وإما تجاهله والابتعاد عنه او منافسته بمشروع آخر ومرجعية اخرى. ولا مشكلة في ذلك ولا أحد يستطيع ان يتضايق من ذلك، لكن التحريش والتشويش والتدمير الذاتي عمل مدان ومرفوض.