لم استطع - لحد الآن - ان استوعب حجم الخلاف بين القائدين ( السابق واللاحق)، والذي جاءت احداثه متسارعة ومتلاحقة، وقد تتخذ سلوكا واساليب لم نعهدها من قبل، ولا ترقى لمستوى النبل والكرامة اللازم توفرهما في الإنسان الطبيعي أحرى ان يكون اعتباريا ...
لا أتكلم عن الزمر المعارضة تقليديا، معارضة اتضحت مراميها وغاياتها، ولا أتكلم عن زمر النفاق التي تسبح دائما في رحاب الأنظمة ...
ولا أتكلم عن العهود ولا عن معانيها، فما عاد يستهويني تأويل خبايا النفوس، ولا خلجات الخواطر ..
إنني ببساطة، أتكلم عن مواقف الكرامة ومسالك العزة، اتكلم عن الرجولة في ادنى تجلياتها! ... أتكلم عن الأهداف التي تتكافؤ شرفا مع غاياتها ..
ما نراه ونشاهده من تضييق واستهداف لشخص الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لا يليق ولا ينبغي ولا يقبل به كائن من كان ..
لا ضير في إطلاق العنان لمن له موقف - شخصي كان او موضوعي - من الرئيس السابق عزيز، لكن المشكلة في حمايته وتوفير البئة الصالحة لاحتوائه، لا نستطيع القول بان حرية التعبير متاحة، فقد شاهدنا ما يدحض ذلك ...
إننا ومن باب الحرص على الدلة ومهابتها، نطالب بتطبيق روح الدستور وصولا لعدل يرتاح فيه الكل ويرضى به، كما نطالب بمساءلة النظام السابق بوزرائه ورئيسه مساءلة جادة وحقيقية وهادفة، لا مهزلة برلمانية أغلبها متورط في ملفات الفساد الإداري والاخلاقي والاقتصادي ...
وعندئذ تقول عن عزيز ما سيكون محل احترام وترحيب عندنا جميعا.
اما دغدغة خواطر العامة بشطط الكلام وساقطه، وبالإيحاءات المضللة فهي مغالطات مرفوضة ولن نستسيغها بحال من الأحوال ...
عندها فقط، يكون للعهد معنى وللرجال كرامة ...