. الصحافة، موهبة، قبل أن تكون تخصصا، لو أخذنا أية مؤسسة إعلامية ناجحة، وتتبعنا سير مبدعيها، لوجدنا نسبة كبيرة جدا منهم لا تمت للصحافة بعروة.
. الصحافة، في أفق متغير، نظرا لثورة الشوسيال ميديا، فهناك صفحات على فيس بوك واتوير أكثر متابعين من محصلة متابعي وسائل إعلام دولة كدولتنا مجتمعة.
. جريدة الشعب، منذ الثمانينات، وهي مادة مهمة "للتلخصي"، لا تستهوي مادتها، لدرجة جعلت زبونها الوحيد هو إدارات الدولة جبرا لا اختيارا.
. التلفزة المسكينة، متابعوها قد لا يصلون أحيانا لمتابعي صفحة بعض صحفييها، مادتها متجاوزة، تناول اكلاسيكي في جميع منصاتها، الهندام متواضع، الإخراج مرتبك، ولا تسل عن الديكور والإضاءة والصوت ومحفزات الإخراج.
. الإذاعة، رغم صراعها المستفحل مع إعلام الصورة، إلا أنها لم تستطع، تماما كالتلفزة، تجاوز مستوى إعلام السلطة، دون تقديم محفزات.
. أما الصحافة الحرة، فقد قضى عليها التمييع والبشمركه، ولا يوجد فيها ما له طعم أو رائحة، إلا النزر القليل.
. في مجال الهيئات النقابية والتنظيمية أخذ التمييع نصيبه وأغرقت بالتراخيص الوهمية تماما كما أغرقت تراخيص الصحف والمواقع المحاولات الجدية المؤهلة.
. هنا لا أحد له أن يفتخر على الآخر، لا الصحافة النظامية ولا الصحافة الحرة، لا تميز يدعو للتعالي والإقصاء، كلهم في السفح سواء.
. لن تكفكف الصحافة دموع حائط مبكاها بجهود المتقاعدين، لو كانت لهم همة إصلاح لكان وقتها المناسب الفاعل قبل التقاعد، فتداعيات "رترت" وإذاعتها، في زمن الثورة الرقمية، ليست العصا السحرية التي ستنقذ الصحافة في رحلتها إلى ميدان التمهين والإصلاح.