بنشاب : الى أين نتجه الثروات الطبيعية تنهب والمتبقي من الثروة الحيوانية بين مطرقة الجفاف وسندان الاجراءات للحد من تفشي الوباء، وأي وباء أشد من أن يرى الانسان مصدر عيشه ورزقه وهو يحتضر، يفقده شيئا فشيئا... (الموت البطيء)
هذا الفيديو تداوله نشطاء يندى له الجبين، لقطعان من الإبل عطشى حول معطن ناضب (انبلكة)، يعتقد انه شمال البلاد، وتحديدا نواحي اتميمشات على السكة الحديدية.
فهذه القطعان لو نطقت لقالت: قطرة ماء!!!
في هذا الجزء من الوطن والذي تعتمد ساكنته أساساً على الثروة الحيوانية (الإبل خاصةً)، والتي كانت ترد الماء الذي يوفره قطار المعادن (أسنيم) على طول الخط بين انواذيبو واتميمشات، لكن مع الاجراءات الاحترازية والحد من حركة الافراد والسيارات وملاك القطعان أيضا، ومع ارتفاع أسعار الصهاريج التي تزود المنطقة بالماء (إن وجدت) وانخفاض نسبة الأعلاف الموجهة الى الولاية وصعوبة الحصول عليها إلا لمن رحم ربك، وتقسيمها واعتماد الزبونية في ذلك، أما سعرها ـ إن وجدت ـ للبيع فحدث و لا حرج ...
ها هي ذي القطعان تموت موتا بطيئا بسبب ندرة الماء والكلأ، بل انعدامهما كليّاً في كثير من المناطق .... كل هذه الأمور مجتمعة تعرض ثروتنا الحيوانية عامة للانقراض و الابل خاصة، فمن يرى هذه القطعان من الابل و هي تعاني الجفاف من جوع و عطش باديين على اجسامها، سيتألم لا محالة ويحز ذلك في نفسه إن كان ممن حباهم بحبها، خاصةً عندما تكون (رويانةً و شبعانةً من الربيع)، فهي للموريتانيين عموماً مصدر للرزق و عتاد عند الحرب ومركب عند التنقل (قديما). قال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) صدق الله العظيم.