اكثرت التغافل عن طنين المتملقين و عواء المنخرطين في أسراب الوهم، لكن أحيانا تحتم علينا مقولة توماس هوبز "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان" أن نشمر عن مخالب الذئب ونخرج أنياب الافتراس المدفونة في كل منا، فالقطيع لن يفهم لغة تختلف عن طريقته مهما سمت تلك اللغة. أردت أن أرسل بيانا إلى إدارة الشركة الوطنية للماء كالذي أرسلت إلى الشركة الموريتانية للكهرباء، لكن هنا يتعلق الأمر بالتلاعب بفاتورة للماء لمقر هيئة الرحمة التي أتولى رئاستها ولكن حتى في هذه وجدتني مرغما على توجيه جزء من هذه الرسالة إلى مدير SOMELEC صاحب مبادرة تسمين الفواتير، والذي ورَّثَ إدارة الشركة ملف فاتورة ماء هيئة الرحمة وهو من كبس من وراء حجاب على زر التفعيل مؤخرا وقد أشرت إلى الموضوع في رسالتي السابقة إلى المعني، و لكن أردت أن أشفع رسالتي هذه إلى مدير SNDE بإشادة بما يقدمه من مجهودات جبارة في سبيل كسر سلسلة انتشار جائحة كوفيد19 في بلادنا، وذلك من خلال توفير الماء بوفرة في جميع ولايات ومقاطعات الوطن، و إرسال الصهاريج المتجولة في كل المناطق البعيدة عن شبكات توصيلات الشركة، بالإضافة إلى رفع دخل الشركة ومضاعفة ميزانيتها، كل ذلك في ظرف قياسي و بوسائل بسيطة لا تتجاوز إرسال فاتورة مسمنة إلى مقر هيئة الرحمة و تسييس الخطوة وبثها في الإعلام، لتنتهي معاناة الشعب مع ندرة المياه و تنقشع غيمة كورونا و يسجل المدير كل هذه الأهداف لصالح الوطن في مباراة كشف المستور. تقبل سيادة المدير خالص التهاني على هذا النجاح، الذي ينضاف إلى نجاحكم في تأنيب وتأديب إدارة وعمال التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة بعد تقاعسهم عن التركيز على إنجازاتكم الكبيرة وخدماتكم العظيمة التي تقدمون إلى الوطن والمواطن من خلال إصدار فاتورة مسمنة إلى هيئة الرحمة، تلك الهيئة التي تزاحم SNDE في تأدية مهامها في توفير الماء، و تزعج المواطنين في أحياء الصفيح و شوارع الترحيل بصهاريجها الكبيرة في أيام الحر القائظ. و قبل الختام راودني تساؤل لا علاقة له ٨بالموضوع أردت أن أشارككم إياه: هل يسدد أي من المديرين فواتير استهلاكه للماء أو الكهرباء؟ ربما فكل شيء أصبح مؤخرا قابل للتصديق!
رئيس هيئة الرحمة / بدر الدين ولد عبد العزيز