بتيكَـ أولاد ديمان:
هكذا كنا نسمي هذا الدكان الذي يظهر في صورتين مختلفتين وقد طمست معالمه في الصورة (2)، وهو أول دكان عرفته على الإطلاق.
كان ذلك بداية سبعينيات القرن الماضي حين وصلت نواكشوط ليلا وفي الصباح كنت أتوجه إليه لأكتشف عالما جديدا. كان يحوي أنواعا عديدة من البضائع، وقد يكون من أوائل البقالات التي ظهرت في العاصمة.
بتيكَـ أولاد ديمان الذي كان يملكه الشيخ خطري ولد سيديا والد زميلي في الدراسة محمد فال، يحكي تاريخا جميلا يعني الكثير لي ولبعض من يتواجدون على هذا الفضاء الأزرق.
تعاقب على هذا الدكان عدد من العمال أتذكر منهم ذلك الرجل الوقور "حبيب" والد صديقي "بوبكرٍ"، وعهدي بهما بداية الثمانينيات.
بتيكَـ أولاد ديمان كان ملتقى لأبناء قرية "ابير التورس"و"المذرذره" وغيرها من حواضر منطقة الترارزه.
أتذكر ذلك الرجل حسن السمت طيب السيرة محمد المامون رحمه الله صاحب سيارة نقل "لاند روفر"، ربما كان الناقل الوحيد في تلك الفترة في تلك المنطقة.
عند ذلك الدكان إلتقيت بكثير من بني ديمان الكرام، كانوا أصحاب علم ومعرفة وخلق. درس معي بعضهم كالداه دياه ومحمد فال الذي ذكرت آنفا وآخرين.
كان بودي الاسترسال في سرد حكايات الماضي الجميل فترة الطفولة الطاهرة البريئة، لكن الحديث عن أبناء ديمان يتطلب أدوات لا أمتلكها. تمنيت موسوعية إكس ولد إكس إكرك لأشفي الغليل من هذه الذكريات.
تحياتي للجميع