لقد آلمني كثيراً ماسمعته أثناء حلقة في تلفزيون الوطنية مع بعض شباب ولاية انشيري، وللأسف هذه حقيقة مرة ويمكن ارجاعها مع مجموعة من الحقائق الغائبة او المغيبة عن قصد او عن غير قصد الي مايلي:
- الغياب التام للضمير الوطني اثناء مناقشة العقود مع الشركات الأجنبية للحصول علي رخصة لإبتلاع خيرات هذا البلد، وذالك بإهمال المصلحة الوطنية لحساب المصلحة الشخصية، وعدم الإكتراث لما سيحل بتلك الولاية او النقطة من الوطن التي ستقوم تلك الشركة بإبتلاع خيراته في وقت وجيز تاركتا ورائها السموم، والنفايات والطرقة المتهالكة بسبب الشاحنات العملاقة، وهذه الطرقة ستكون سبب في هلاك المواطن البسيط.
-من المعروف عالميا وفي نظم المفاوضات علي الرخص،انه يجب تقديم المصلحة العامة علي الخاصة مع الحرص علي السلامة الكلية لتلك النقطة التي ستتم فيها عملية التنقيب، وذالك بفرض شروط تكون الاستفادة منها ان لم تكن لصالح الوطن والمواطن ان تكون علي الأقل متساوية من ناحية الفائدة والمردودية علي المنقطة وذالك في النقاط التالية:
*بنية تحتية متقدمة.
*بناء المدارس والمستشفيات وحفر الآبار لجلب المياه.
*نسبة 80% من اليد العاملة غير الأجنبية من ابناء تلك المنطقة.
*اقتطاع نسبة من ارباح الشركة، لوضعها في صندوق لدعم الحالات الاستثنائية التي قد تمر بها تلك المنطقة(سنة جفاف، شراء الاعلاف للمنمين، من اجل تشجيعهم علي البقاء والتنمية والتخفيف علي ميزانية الدولة).
*اشتراط مدة زمنية لبقاء الشركة مع الحرص علي التكوين المستمر وذالك بمراقبة من الدولة، لبعض ابناء المنطقة، علي نوعية العمل واستخدام الآلات لتبقي بعد انتهاء مدة الرخصة ملكا للدولة لتستعين بها علي تقوية الاقتصاد.
وهناك الكثير من الشروط التي يستطيع المواطن ان يستفيد منها، اذا كانت الدولة تريد ذالك.
المشكلة المطروحة اليوم هو ان الشركات الأجنبية الموجودة في موريتانيا، وقعت عقودا من اجل الحصول علي رخص، لا يعرف فحواها الحقيقي الا الله ومن حضروا ووقعو بإسم هذا الشعب..
وزارة الطاقة والمعادن ووزارة الصيد البحري هم المسؤول الاول والاخير عن ما يعاني منه هذا الشعب الضعيف من استنزاف لثرواته وخيراته، ورميه بالسموم والنفايات القاتلة كرد للجميل.
والدليل علي ذالك ما يحدث هذه الأيام من ازمات العطش وقطع الكهرباء، وانعدام البني التحتية، والخدمات الصحية، في كل من، ازويرات، اكجوجت ،انواذيبوا واللائحة تطول.
والسبب بسيط؛ انعدام الضمير الانساني، والوازع الديني وهيمنة المادة علي قلوب من استأمنهم الشعب يوما علي خيراته.
الي كل من شاركوا بقليل اوكثير في حصول هذه البلاوي ان يتوبوا الي الله وان يتقدموا بطلب السماح من الشعب علنا علي الله يغفر لهم ما فعلوا.
وفي الأخير نصيحة الي رئيس الجمهورية وهو المسؤول الاول أمام الله وأمام الشعب، ان يتريث في اختيار من يمدون له العون في تسير امور هذا البلد وان يعاقب من مازالو موجودين من تلك العصابة التي باعت وطنها ومواطنيها مقابل دراهم معدودات؛ وان يراجع جميع العقود وان يطلب تصحيحها لصالح المواطن البسيط علي الله ان يجعله من المصلحين.
طيب الله اوقاتكم وغفر لنا ولكم في هذه العشر الأواخر من رمضان.