بنشاب : بعد أن تنفس الجميع الصعداء واستبشر الناس خيرا وأعلنت الحكومة نجاع خطتها لإيقاف ومحاصرة وباء كوفيد19 المستجد ، أطل الفيروس برأسه من جديد وبعنف في أكبر مركز سكاني بالبلاد ، وهو العاصمة انواكشوط.
الملاحظ والغريب أن الحالات المكتشفة موجودة على الامتداد الجغرافي للعاصمة، بدءا من السبخة ، ثم تفرغ زينه، ثم عرفات فتيارت..وهو ما يعني مزيدا من الانتشار عبر الجغرافيا والسكان.
يرى متابعون ، حاورتهم وكالة المرابع ميديا للإعلام والاتصال ، أن الوضعية مرشحة للتمدد والوباء مرشح للزيادة والانتشار ، بفعل عوامل عديدة كل منها يكفي وحده لنشر الفيروس ، أحرى إن تضافرت وتشابكت في آن:
ــ أولها عدم صرامة السلطات في تطبيق القرارات الوقائية، فمثلا أصدرت وزارة التجهيز مقررا يلزم سيارات الأجرة بأن لا يزيد عدد الركاب على أربعة، وهو القرار الذي ولد ميتا، وهاهي سيارات النقل تجوب العاصمة و بها ستة أفراد سابعهم السائق، دون رقيب.
ــ عدم إنزال العقوبة بالمتسللين الذين أمسكت بهم السلطات.
ــ الازدحام في الأسواق و البقالات والمخابز خاصة في المساء دون أدنى تدخل من السلطات لتغيير الوضعية أو توعية الناس على الخطر على المحدق.
ــ الحملة الإعلامية كانت ضعيفة وباهتة وتقليدية، اعتمد فيها البعض اللافتات والملصقات، والذين يقرؤنها ليسوا بحاجة لها أصلا ، لأنهم قرؤوا عن المرض في المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي..فالعمل على مثل هذا النوع من التوعية ، إضاعة للمال والوقت .
أما الوصلات التلفزيونية فكانت هي الأخرى ضعيفة وأعدت بصورة غير ملفتتة لانتباه المشاهد .
ــ يجري الحديث عن حالات من التسلل عبر الحدود الشرقية والجنوبية قد يكون أصحابها ساهموا بنشر الوباء، إن صح ذلك.
مصادر خاصة أكدت لوكالة المرابع ميديا، أن الكادر الطبي سيواجه نقصا حادا خاصة في الداخل ، في حال ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس خاصة في مستشفيات الداخل أحرى تلك النائية منها عن العاصمة بفعل عامل تحويل الأطباء تحت الضغوط ودون مرعاة لأي ظرف وهو الأمر الذي عانا منه القطاع لسنوات طويلة.
إن على السلطات أن تحمل الأمر على محمل الجد ، وأن تتحرك عبر استراتيجية واضحة المعالم قابلة للتطبيق يشارك فيها الجميع، وتعلم وهي أدرى بذلك ، أن الوباء لا حل له إلا محاصرته ومقاومته.