كيفه ماذا يجري .. احتقان منذر أم أمل مبشر؟

أربعاء, 06/05/2020 - 05:34

بنشاب : يشهد الشارع في مدينة كيفه منذ أكثر من 3 أسابيع سخونة غير مسبوقة في تاريخ المدينة حتى في أحلك الحقب التي مرت بها وما أكثرها.

جموع من الناس تبكر متصببة من مختلف أحياء المدينة والوجهة واحدة هي المكاتب العمومية بقلب المدينة. هذه القوافل تبادل التوقفات عند البلدية فأبواب الولاية ومن ثم حاكم المقاطعة فمفوضة الأمن الغذائي. نساء ورجال من مختلف الأعمار يبحثون عن القوت أو عن علف مواشيهم ، ويسألون بإلحاح عما وعدت به الدولة الفقراء.

لا يخفي هؤلاء حاجتهم لأي شيء مهما كان تافها ولا يخجلون من التحدث عن جوعهم وعن فاقتهم ويتدافعون أمام مكروفونات الصحافة للإدلاء بما يعتمل في نفوسهم بكل حماس وجرأة.

إنها ردة فعل طبيعية على مواعيد مسيلة للعاب وعد بها النظام الحالي وزادها في خطاب رئيس الجمهورية عن بداية ظهور الوباء دون أن تتحقق.

لقد تعطل رزق الغالبية بسبب الإجراءات الوقاية دون أن تقدم الحكومة أية مساعدات إذا استثنينا كميات زهيدة من "الياي بوي" وبدء توزيع صادم لعلف طال انتظاره فلم يفد حتى الآن لقلته وكثرة طالبيه وسوء تنظيم طرق الحصول عليه. يتناغم ذلك الوضع المخيف مع تردي الخدمات الأساسية من رعاية صحية ومن كهرباء وماء.

هي أسباب موضوعية حركت السكان فصاروا يخرجون كل يوم للتعبير عنها في مشهد من الاحتقان والسخط منذر بانفجار اجتماعي إذا لم تتدارك السلطة الوضع وهو لازال قابلا للترميم .

وبالمقابل فإن المراقبين ومتتبعي الشأن المحلي لا يجمعون على هذا الاستنتاج ولا يريد بعضهم تسمية ما يجري بالاحتقان المؤدي إلى الهزات.

إنهم يسيرون في الاتجاه المتفائل ؛ فيرون أن حزمة التعهدات التي وعد بها رئيس الجمهورية تصادف هموم الناس وتستجيب لتطلعاتهم وحاجياتهم الحقيقة ،وإن تأخر وصولها إلى مدينة كيفه فإنها ترى وتلمس في جهات أخرى من الوطن ، و إن شعور الناس بالأمان وبأن الوضع في البلاد مختلف خرجوا للتعبير؛ فقد باتت المكاتب مفتوحة أمامهم والقائمون عليها متفاعلون و مستعدون للرد والحديث إلى المواطنين بكل صدق وأريحية.

إن الأمر حسب هؤلاء لا يخرج عن أجواء التطبيع والعافية التي تعيشها البلاد فصار المواطنون يجهرون بما يعتقدون ،ويطالبون بحقوقهم ؛وهو الأمر المفضي في النهاية إلى تسريع استجابة السلطة.

لقد بات الناس حسب هؤلاء يعون أن لهم مصالح مشتركة يراد إسماعها دون خوف لجانب رسمي منصت وجاد في البحث عن الحلول.

وهو المظهر الصحي الباعث على الأمل ، الدال على مخاض ميلاد دولة المواطنة، خادمة الشعب. !!

وكالة كيفه