بنشاب : تلقيت صبيحة الجمعة 27 مارس المنصرم مكالمة هاتفية يطلب صاحبها نشر بلاغ عن أخته المفقودة منذ يومين ورغم شح المعلومات التي قدمها وتزامن الحادثة مع بدإ الحجر الصحى بادرت بنشر البلاغ وبدأت أوزع الخبر على المواقع قصد توسيع دائرة نشره فقد شممت من الحادثة شيئا مزعجا سيطر على تفكيري طيلة سبع وعشرين يوما هي مدة ما بين حصول الفاجعة وانكشاف أمرها .
وطيلة هذه الفترة لم أنجح في نشر الخبر عبر أي من المواقع الكثيرة التي اتصلت بها ولم أتوصل إلا باتصالين يسألان عن جديد تطورات الملف، وظللت على صلة بأسرة المرحومة عسي أن نحصل على خيط يوصلنا لفك لغز الإختفاء الذي لمست من أسرة المرحومة أنها لن تكون لها يد فيه نظرا لبراءتها و نظافتها واستقامتها وبعدها عن الرذائل ...
وفي صبيحة الأحد 13 ابريل الجاري اتصل علي شقيق المرحومة ليعلمنى بما أخبرتهم به الشرطة: لقد عثر على جثة جيبا بعد أن افترسها الوحش آدما با ه.
تلكأت في نشر الخبر أولا ثم نشرته أخيرا لأشهد على سباق ذئاب الإعلام و وحوش البشمارقا كيف تنكأ الجراح بسادية و كيف تفترس مشاعر المكلومين باستبسال و كيف ترقص بعنف على جثث الضحايا منتشية بما قد تحققه من إعلانات ...
إن الفتاة التى قتلها تمنعها على الرذيلة و رفضها للزنى رغم التهديد أصبحت تربطها علاقات عاطفية برجل لا تعرفه أصلا حسب رواية أحد أهم موقع نشر خبرها أثناء التحقيق مع قاتلها رغم منع النشر في هذه الظروف قانونيا.. قبل أن يترجم موقع ثان لا يقل أهمية الخبر نقلا عن الأول.
إن الفتاة الطاهرة، العفيفة... التي من فرط رفضها لما فعل بها أسلمت الروح لبارئها تحت جسد الوحش أثناء افتراسه لها كانت في عين بعض محرري الأخبار تربطها علاقات عاطفية بمفترسها..
إن الفتاة التي قتلها سعيها لكسب قوتها من عرق جبينها لا من غسلين ذئاب الشهوات الجسدية لم تجد موقعا يقبل التبليغ عن اختفائها ليتنافس الإعلام على بث أخبار ما فعل بها بأقل العبارات حياء وأكثرها إقذاعا وفحشا في القول إلي حد جعل أحد المواقع ينشر الخبر مكررا بعد تغيير عناوينه بعبارات جنسية لا تليق بالموتي..
إن الوحش آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدرته صحافة تكتب بمصارينها وتحدد قيمة الخبر بما يستطيع أن يجلبه من قراء للموقع يعينه علي كسب المزيد من الإعلانات. إن علي الصحافة في بلادنا أن ترسم مدونات أخلاقية تحتم عليها الترفع عن جعل المزايا المادية شرطا لعملها ومناطا لخدماتها: فالسلطة الرابعة مهنة شريفة لا يحل لغير الشرفاء ممارستها.
إن الوحش آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدرته قوانينا التي عطلت أحكام الشرع وحورت تكييف انتهاكات القوانين. إن هيئات التشريع التي جوزت لنفسها سن قوانين تصادم فطرة البشر وتسلك الهوي والفراسة سبيلين لاقتراح أحكام مخالفة للشرع مصادمة للفطرة مخالفة للمنطق هي التي هيأت الشروط الكاملة لارتكاب الجرائم .إن هيئات التشريع التي تحدت الإستفهام الإلهي الإنكاري: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" هي التي كلفت الوحش آدما باه بتنفيذ جرائمه: التغرير والخطف والزنى والقتل والكذب...
إن الدولة التي وقعت علي الإتفاقيات التي تعطل وتغير وتبطل أحكام الشرع الحنيف هي التي كلفت الوحوش بافتراس ضحايا بالآلاف لم تكن جيبا أولها ولن تكون آخرها.
إن الدولة التي لا تعاقب اصطحاب رجل لامرأة لا رابطة بينهما ولا تراقب حركة الأشخاص خارج الضوابط القانونية والمواصفات الآمنة هي التي تتحمل أولا وأخيرا النتائج السلبية المترتبة علي ذلك.
إن الكلب المسعور آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدره رئيس الجمهورية ووزيره الأول وحكومته التي سيسألها الله عن حية ماتت في الفلاة لم لم توفر لها شروط البقاء رحم الله عمر بن الخطاب: لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها لم لم تسو لها الطريق يا عمر، فهل عست علي أوضاع الناس حتي تشتري مظالمهم لتدفن معها لتدافع عنها بين يدي مالك الملك حين ينادي لمن الملك اليوم؟.
إن الوحش آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدرته أجهزة التنصت علي مكالمات الناس التي لم تشأ بالمقابل أن تحدد عبارات تنذر باحتمال ارتكاب الفظائع قبل وقوعها سبيلا إلي تفاديها.
إن الكلب المسعور آدما باه، الذي افترس جيبا، نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدرته شركات الإتصال التي لا تقترح تطبيقات تعين على الكشف المبكر عن مرتكبي الجرائم من بين مستغلي خدماتها ووضعها تحت تصرف الجهات المعنية للإستفادة منها بأقصي سرعة ممكنة.
إن الوحش آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدرته هيئات المجتمع المدني التي اختارت التعويضات المادية أثناء التكوينات التي تقوم بها الهيئات الدولية المعادية لاستقرار الدول النامية تحت غطاء المعونات والتمويلات، إن رابطات أئمة مساجد إفطار الصائم ومحاظر الجمع والمنع ومنظمات حقوق الوحوش والدفاع عن القتلة ولائحتهم من المجرمين.. هم الذين عرًضوا أرواح الناس وأعراضهم وأنسابهم وأموالهم ومعتقداتهم للإنتهاكات التي لا يقبلها عقل ولا منطق: قتل الأب أبناءه، والعكس وقتل الأبناء أمهاتهم، والعكس ناهيك عن تقاتل الإخوة وأبناء الحارة.. وقتل البريء والعاجز القاعد والطفل المسكين وعابر الطريق وابن السبيل .......
إن الوحش آدما باه، الذي افترس جيبا، نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدره المجتمع الذي يقبل لبناته الخروج بدون محرم أو رفقة مأمونة يدفعان عنها حين يداهمها الخطر ولا يمنعان خلوتها بكلب مسعور همه الوحيد افتراس الضحايا ولا يحجر عليهن حين يردن ولوج مغامرات غير محسوبة النتائج.
إن الكلب المسعور آدما باه، الذي افترس جيبا، نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدره الأغنياء الذين يرفلون في بحبوحات العيش دون اكتراث بأوضاع الفاقة والعوز والمرض... التي تحيط بهم من كل حدب وصوب، إن مانعي الزكوات وكانزي الذهب والفضة وسارقي ثروات البلاد... الذين يجعلون المال دولة بينهم هم من يضطرون ذوي الحاجات إلي ارتكاب المهلكات في سبيل توفير أفواتهم اليومية.
إن الكلب المسعور آدما باه الذي افترس جيبا نفذ حكما بالإعدام مع العنف في التنفيذ أصدره سماسرة الدين ممن يتبارون في إصدار الفتاوي الباطلة مناطا الفاسدة حجة الخاسرمصدروها دنيا وأخري... والذين لا يلقون بالا لما يحصل يوميا من جرائم ولا يهمهم من الحياة إلا ما يزيد في تمتعهم بشهوات بطونهم وفروجهم ممن وصفهم الحق بأنهم "كالحمار يحمل أسفارا" لأن علمهم لا يجاوز ترقواتهم "كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يومنون به"، إن المتتبع لأنشطة متفيقهة وسائل الإعلام الموريتانية لا يجد إنكارا لمنكر ولا أمرا بمعروف ولا يستطيع أن يسميهم إلا بهذا الإسم لأنه لن يجد لهم أي نشاط خارج وسائل الإعلام فليست لديهم محاظر يدرسون فيها العلم وليست لديهم مجالس ولا حلقات للذكر إلا تدارس قرارات الحزب الحاكم والحكومة... فليخسأوا وإذا أراد الله بهذه الأمة شرا فليبدأ بهم، إنهم أخلدوا إلي الأرض وبدأوا يضغطون على غيرهم فرحم الله آخر جيل من القابضين على الجمر وعلى رأسهم الراحل بداه ولد البصيرى.
لتهنأ في حياتها البرزخية الفتاة التي سعت لكسب رزقها بعرق جبينها حين رفضت الحكومة القيام بواجب إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف,
لتهنأ في حياتها البرزخية الفتاة التي سعت لمنع ذئب من الدوس على كرامتها ولو كلفها ذلك حياتها.
لتهنأ في حياتها البرزخية الفتاة التي لعنت الصحافة والقوانين والروتين وعلماء بنافه وسماسرة الدين.
لتهنأ في حياتها البرزخية الفتاة التي سعت إلى الخلود وهي تستشهد بين يدي مفترسها لتفرق بين من ترفض الحرام وتقاومه وبين من يمارسنه ثم يدعين أنهن أجبرن عليه إجبارا.
لتهنأ في حياتها الباقية الفتاة التي سعت إلى حياة كريمة حين عرفت أنها ضاعت منها في دنيانا أصرت على أن تشهدنا أنها لا تريد عنها بدلا وأنها تفضلها في دار الخلد عند ملك مقتدر سيقتص لعجماء عجزها من قرناء من قدروا عليها جميعهم بدءا بالضبع آدما باه، وانتهاءا بكل ذئاب الغابة المنتشرين في ربوع موريتانيا الحبيبة بعد أن سادت شرعة الغاب واستبيحت دماء الأبرياء وأصبحت الذئاب بالظفر والناب تسطو وصار الناس قطيعا ممزق الأشلاء.
محمد المهدي صاليحي