بنشاب : ذكرني الفيسبوك بتغريدة سابقة النشر، فرأيت إعادة نشرها، فلا أراها مما ينتهي تاريخه، بل هي حمية للمعافى، ونذير للمبتلى، وكذلك الناس دائما وأبدا.
{{ وإني مرسلة إليهم بهدية }}
المال السياسي أداة قديمة التوظيف، صدأ عن المبادئ وبيعا للمواقف في سوق نخاسة الطمع، ولم يسلم من عروض أهل الدنيا ومساوملتهم حتى صفوة الله من أنبياء ومرسلين، فهذا نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تختبر ملكة سبأ مبدئيته وثباته، فتقول لقومها، (( إني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون )).
وهو امتحان يتكرر دائما، وعرض مستمر ومساومة معهودة، بها يتيبن من ينصر الحق ومن يبيع الحق، ومن يقف المواقف المشرفة ومن يفتري الدعاوى المزيفة، وكان رد سليمان حاسما وجوابه قاطعا، (( فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتيني الله خير مما آتيكم بل أنتم بهديتكم تفرحون )).
وحقر من عرض الملكة حين قال (( أتمدونني بمال ))والتنكير هنا يفيد التحقير والتقليل، ثم أجاب جواب عزة لا شية ذلة فيها: (( ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أدلة وهم صاغرون )).
فياخسارة بائعي الدين بالدنيا، والمواقف بالوظائف، والمبادئ بالموائد، وما أعظم ضررهم على الدين والناس، (( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ))، (( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين )).
اللهم امحق الأموال التي تصرف على حرب دينك وأوليائك، ولا تبارك فيها لآخذ ولا سمسار.