بنشاب : خصوصيتنا السالبة هي الاكثر انتشارا والأوسع نشرا وحضورا في معاملاتنا البينية وقد رسخت معاملاتنا بهالة من الريبة والشك والظنون والرغبة الجامحة في تأكيد اقصاء الآخر بمبرر او بدون مبرر مهما كلف القصد فمن اجل السيادة والتحكم الفردي كل المبررات مباحة والمحزن ان الجميع يبيح هذ السلوك البدائي ويجيز لنفسه تفعيلة ضد الخصوم حتى ولو كان الخصوم اوهاما من انتاج هذيان حقب الحقد والصراع المتبادلة وان اختلفت وسائل تغذيته من فئة لأخرى تبعا للمتاح من وسائل الدفاع والمواجهة ؛ غير ان الغريب ان تتبنى النخبة حصاد السلف السلبي لتغذية مواجهة خرافية فرضتها حقب حالكة من تاريخ التعايش القسري بين مجموعات تتحكم فيها طباع تأكيد البقاء وفرضه وان كلف البقاء المنشود القضاء على الآخر بأي طريقة فالخطأ لا يترتب على حدوثه محاولة تصحيحه بل اثبات البقاء في اتون صراع ازلي بين من يستحق قهر الحياة وبين من يستجديها ..
العلم والمعرفة والمال والتجارب ان لم تؤدي الى تغيير نحو الاحسن فلن تكون لها قيمة محسوسة وسيتساوى وجودها مع عدمه وأحقية الافضلية النوعية للبشر تتأكد كلما كانت تؤدي الى افضلية في السلوك والمعاملة وتوفير الرفاهية ووسائلها وإشاعة الامان والسعادة والمتعة ونبل الثقة وحسن الظن بالآخر لأن البشر بفضل العقل والإحساس تقع على عواتقهم مهمة البحث والاختراع من اجل ضمان العيش الرغيد في السرب الآمن الساعي الى تطوير وتحسين وتحصين حياته والتدخل توجيها و استفادة من مخلوقات كوننا الجميل ، مستعمرتنا الفريدة والرائعة ، من دون احقاد وإقصاء او تهمش فرحابة الكون تسع الجميع ان نحن قررنا اشاعة الايثار والتكامل والانسجام وأكدنا الثقة المتبادلة وتخطينا موروثنا السلبي وعاداتنا في ازمنة الخوف ابان تضييق تحصيناتنا لحماية انفسنا ومن نحب ، فتراكم التجارب واستمرار الاستفادة الواعية من توجيهات الخالق بالنسبة لنا تحديدا كمسلمين تمنحنا حق تطوير طباعنا ونظرتنا المتبادلة مع بعضنا البعض او مع انصار الملل المتعددة المتفرض فيها انها تسعى جميعا لاشاعة الخير والعدل والإحسان وتأكيد احترامها للانسان كمخلوق متعه الله بالافضلية والعقل والمشاعر وربته الحياة على التمسك بها و بمثلها العليا .