بنشاب : الظروف الراهنة للبلد والعالم تؤكد حتمية العيش المشترك ووحدة مصير الجنس البشري وضعف ترتيبات الأمان لديه في وجه المجهول فلا علم امٌن اصحابه ولا مال حمى مُلاكه ولا حدود حالت بين هذ الكائن الصغير والضعيف _باعتبار حجمه وبئة حياته_ من العبور دون تأشيرة ودون اذن .
البشر عنصر مسيطر بفعل ميزاته المشتركة وبفعل اشتراكه في ما فضله الله به على غيره من مخلوقات الكون الذي نشترك فيه معها رغم تعقيد علاقات تعايشنا مع بعضها وجهلنا لطبيعة الخطر الذي قد يهددنا به البعض الآخر ورغم انشغالاتنا الجمة في فرض تراتب سيطرة بعضنا على البعض بشتى الطرق التي لا تخلو من هوان وإذلال وغبن وظلم يصل حد المهانة وحد الازدراء، ولو اننا امعنا النظر في حالنا اليوم ونحن نواجه فيروسا صغيرا لادركنا حاجتنا الماسة الى تعزيز التكامل والاتحاد المبني على اسس العدل والاخاء والمساوات والثقة المتبادلة؛ هذ على مستوى البشر عموما فمابالك بابناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة وهم يختبؤون في مغارات معزولة يخيم عليهم الخوف والذعر والتسليم بالعجز والقلق من مصير يتحكم فيه فيروس استنفر العالم بأسره كل امكاناته لمواجهته وارتعدت فرائس اقويائه وهم يسلمون عالمهم الممتع ويتنازلون بكل بساطة عن اشيائهم الجميلة ولحظات سعادتهم وإلفتهم وهم في مخابئهم يتوسلون ويستجدون الخالق جل في علاه عله يرفع الضر ويكشف البلاء ويوقف الوباء فاليوم ادرك الجميع ان لا ملجأ من الله الا اليه.