حين يعود ولد عبد العزيز إلى بيته....التاريخ لا يغفل و لا ينسى...

خميس, 05/06/2025 - 11:33

بنشاب : إذا كُتب له الشفاء والعمر المديد — ونسأل الله له ذلك — فسيعود الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى بيته.
وحينها، قد تشهد الشوارع المحيطة بمنزله ازدحامًا بالمركبات، ويتوافد عليه المهنئون من كل حدب وصوب، بعضهم بدافع الوفاء، وآخرون بحكم تقلبات المواقف وتبدّل الأحوال.

ستُفتح البوابة الحديدية على مهل، ويخطو الرجل إلى فناء البيت الذي عرف سكونًا طويلاً. تتزاحم السيارات على الأرصفة،، تُفتح النوافذ ويُرفع الحجاب عن أبوابٍ ظلّت موصدة.
 رجال يرفلون في ثياب ناصعة يعتمرون عمائم بيضاء، والأعين مترددة بين الاعتذار والحنين. 
اما الشباب  فقد ينشغل جلهم  بالتقاط صور السيلفي .. 

وفي الداخل، تُعاد كراسي الضيافة إلى أماكنها، وتُملأ الأكواب بالشاي الاخضر، وتُسند الظهور إلى جدران ظلّت تنتظر هذا المشهد.
فالحياة علّمت، من أراد أن يتعلّم، أن لا شيء يدوم؛ لا سلطة، ولا نفوذ، ولا خصومة.
لكن هذا الدرس، رغم بساطته، كثيرًا ما يُغفل عنه أو يُتغافل.

استيعاب هذا المعنى قبل فوات الأوان قد يمنح فرصة للعودة إلى جادة الإنصاف، ويُعيد لبعضنا شيئًا من كرامة ضاعت في زحام التشفي، أو الاستسلام  لغواية التحامل.

حتى ان البعض نسي أو تناسى. أن لا شماتة في المرض، ولا في الموت.

فالزمن لا يحتفظ لنا بمواقف القوة، بل يُخلِّد ما قلناه حين كان خصمنا في محنة.
وفي كل محنة، منحةٌ لاختبار جوهر الإنسان ومعدنه.
فالسياسة لا تبرر الشماتة، والعداوة لا تبيح النيل من كرامة أحد… كلنا عابرون، والتاريخ لا يغفل ولاينسى ..

Mohamed Abdallah Memine