بنشاب : مما يؤسفني على مستقبل هذا البلد، مرض نخبته السياسية، الذي يدعوها للتخلي عن القيم والأخلاق والأهداف والمبادئ مقابل دريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى أن الدين والوطن والضمير كل ذلك معرو ض في المزاد العلني، فتلك هي الفكرة العامة، وإنما الاختلاف في التعبير عنها بالكلمات والأسلوب، وتفاوت الجشع والهلع.
#ولد_مولود رئيس حزب UFP وعهدي به مناضل يساري لا يهمني جانبه الديني، ولا يهمني كيف تخلص من رفاقه الأوائل واستأثر بالحزب، بقدر ما يهمني طرحه السياسي وراديكاليته المتطرفة، كان حريصا في لقائه مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على إبراز رغبته وسعيه للحصول على امتيازات انتفاعية مقابل الولاء السياسي، ولكن قالها بأسلوب مزاح في باب، ظاهره المداعبة وباطنه المبايعة والمقايضة، وكان همه أن يكون رجل أعمال، ولكن عزيز أجابه بأن حاجته ومطلبه يبحث عنه في السوق وليس في الرئاسة، وكان هذا من أسباب المواقف ضد الرئيس عزيز، وقد اعترف بنفسه ولا مناص له من ذلك، بالضلوع في المؤامرة على الرئيس عزيز ولكن بأسلوبه الخاص.
#ولد_أبتي وهو متقاعد في المحاماة ورجل سياسة، خدم في حزب RFD، معارضا وقت المعارضة الشكلية، وموال وقت الموالاة الانتهازية، دخل على الرئيس عزيز بمطلب واحد ووحيد: أريد منك سيدي الرئيس أن تدعمني نقيبا للمحامين، على أن أدعمك في السياسة، بهذا المنطق الواضح والمبني على المقايضة وإشاعة فكر الضياع والميوعة.
فقال له الرئيس عزيز بأريحيته العفوية وصراحته المعهودة: لن أدعمك في النقابة، ولن أتدخل في شؤونها، ولا أريد دعمك في السياسة إذا لم تكن أصلا مقتنعا بها.
فكان هذا كافيا لأن يكون موقفا معاديا ودائما من الرئيس عزيز.
#عبدالله_الشيخ_سيديا،، محام غير تقليدي، آثر المحاماة كمهنة، وخدم في السياسة في حزب التكل RFD، غير أن فكرة طافت بخلده، رأى أنها يمكن أن تكون مدرة للدخل، وهي فكرة التبليغ، وقد كانت سائدة وممتنهنة، فجاء إلى الرئيس عزيز بعد جهود مضنية ليضع له الفكرة ويبدي له أهميتها، فرفضها الرئيس عزيز، لسبب بسيط، أنه يربأ به عن أن يبلغ عن رفاقه وأهل مودته، فكان ذلك كافيا لأن يأخذ منه موقفا ينضم بموجبه لطلائع 60 كيذوبا للتلفيق ضد الرئيس عزيز.
واللائحة طويلة ومخجلة حد الأسف والإحباط، لتتصح لنا صورة لم نكن نرغب فيها عن محتمعنا ونخبته الفاشلة:
لا يخدعنك هتاف القوم في الوطن @
فالقوم في السر ليس القوم في العلن
الحديث عن النخبة الفاسدة حديث ذو شجون، فما زال هناك محامي "الوقاته" ومحامي "السيارة" وقاضي "رشوة ألمخدرات" وقاضي المهام الظلاميةوالجوسسة، ومحامي الخدرات المدفوع الثمن والمحمول النفقة.
حسبنا الله ونعم الوكيل