بنشاب : إذا أردت أن تشاهد كيف يمكن لمهرجان ثقافي أن ينقلب إلى فوضى إدارية، فما عليك سوى متابعة النسخة الحالية من مهرجان مدائن التراث(شنقيط 2024).
هذا العام، لم يكن المهرجان سوى احتفال بالفوضى و"الإبداع" في تضخيم الفواتير..
قد يكون الهدف المعلن هو إحياء التراث، ولكن يبدو أن الهدف الحقيقي هو إحياء جيوب بعض المنتفعين من سماسرة وزارة الثقافة.
فواتير النقل وحدها بلغت قرابة المليار أوقية، وهو مبلغ مذهل بالنظر إلى أن 90% من الحاضرين، من صحفيين وفنانين ومدعوين، تكفلوا بمصاريف تنقلهم بأنفسهم.. يبدو أن الوزارة استثمرت في "نقل خفي" لا يعلم أحد عنه شيئًا!
أما المنازل، فقد تم فوترتها بحوالي 600 منزل، في حين أن عدد المنازل المستأجرة فعليًا لم يتجاوز 150..
تُرى، هل ظهرت منازل خيالية في شنقيط دون علم سكانها؟.
وفيما يتعلق بالتنظيم، فقد كان فصلاً جديدًا من فصول العبث.. حيث تحولت بطاقة الدعوة إلى سلعة تُباع وتقسم وفق الزبونية والمحسوبية، بينما تم استثناء أهل المدينة المستهدفة من جميع اللجان، وكأن الهدف هو ضمان "عدالة التهميش".
والطامة الكبرى أن المدينة وسكانها لم يستفيدوا شيئًا يُذكر من هذا الحدث..
فلا تحسين للبنية التحتية، ولا أثر إيجابي يلمس حياة السكان..
مليارات المهرجان ذهبت إلى الفواتير الوهمية.. وتعويضات مبالغُ فيها، حيث بلغ أجر المحاضر الواحد مليون أوقية..
يبدو أن الحديث عن التراث أصبح أكثر ربحية من التراث نفسه!
في النهاية، أثبت مهرجان مدائن التراث هذا العام أنه ليس سوى نسخة جديدة من إرث الإهمال وسوء الإدارة..
ويبقى السؤال الملح: متى تتحول كرنفالات مدائن التراث من شعارات جوفاء إلى مشاريع تنموية حقيقية؟.