بنشاب : حينما يصل الأمر حد نزول النظام إلى حضيض معاملة السجناء الرموز و يتطلب علاج المريض المسجون شھادات و رأي اختصاصيين و ھو الذي سبق أن تقدم اطباؤه بشھادات ذات مصداقية لحيادية مصدرھا و لاستقلالية اصحابھا و لتجردھم من ضغوط الساسة و السياسيين عكس الحال عندنا ففي الوطن المشتھى تقبع الكفاءات الوطنية تحت كم ھائل من الضغوط يمتد ما بين المجتمع العتيق و التحالفات الجھوية القبلية الاسرية التي تتدخل في الارزاق و الوظائف و المناصب السياسية و الإدارية و حتى في الطرق و الزوايا و المزارات و الدوائر و القرى و صناعة التاريخ و حتى في اليوميات و المواجھات التاريخية و الھزائم العارمة و الانتصارات المكسورة بعبثية حروب الضعفاء الحفاة العراة الرعاة .
حينما يبحث نظام الجمھورية عن مبررات لعلاج القائد الاسير داخل الوطن المختطف عشية التأسيس المنتھب أو خارجه فتلك لعمري معرة تفسخ العقد و ترد البيع و تستوجب مراجعة الاستراتيجية و تفكك الخيوط الناظمة و تشوه الارث و تحرق المحصول ، لان العزيز جل في علاه قال” لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ…”
فكيف قبل نظام الصالحين و المجاھدين و العلماء المبرزين أن يحرجوا كفاءات الوطن و يمنون على الرئيس المسجون و القائد المثبت خارج القانون و الاعراف حق العلاج في المكان الذي يرتاح له و تطمئن اليه قلوب و عقول الاحرار....