بنشاب : كلمة رئيس حزب جبهة التغيير الديمقراطي الأخ سيدنا عالي ولد محمد خونه في الخرجة الإعلامية أمس الموافق 09/03/2024
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أرحب بكم جميعا، إخوتي الكرام في لقاء من لقاءاتنا معكم، عبر هذه الوسائل المتاحة، للتعبير عن رُؤيتنا لما يجري في ساحتنا الوطنية، والدولية، وما يترتب علينا جميعا وفق ما تُمْليه المَصلحَة الوطنية الكبرى لبلدنا.
في البداية، أنتهز الفرصة ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم، ببركاته، وأَجوائه الربَّانيةوالروحانيه، متمنيا لنا ولكم التوفيق والإِعانة على صيامه وقيامه، وأن يعيده الله علينا وعلى أمتنا بالخير واليمن والبركات.
وندرك بكل أسف، تلك الظروف الصعبه، التي نستقبل فيها هذا الشهر المبارك، وخصوصا وطأتها على المواطنين من ذوي الدخل المتوسط، في أجواء تتَّسم بالارتفاع الجُنونِي للأسعار، في المواد الضرورية بكافة أنواعها، فضلا عن المعاناة في النقل والأمن والمواصلات والصحة والتعليم.
كما أننا نستقبل هذا الشهر المبارك، وإخوتنا في فلسطين عموما، وفي قطاع غزَّه خصوصا، يشتد عليهم الألم المتواصل منذ خمسة أشهر، تحت جميع أنواع القصف البري والجوي والبحري، بالأسلحة المحرمة دوليا، فضلا عن الحصار والتجويع وتدمير المنشآت الصحية والسكنية، بقصد الإبادة والتهجير، كل هذا يحدث في صمت عربِي وإسلامي ودولي، بِتحكم واضح من القوى الامبريالية والصهيونية الدولية، برعاية أوروبا وأمريكا.
فباسمي، وباسمكم، أقدم خالص التعازي في شهدائنا من الأطفال والنساء والشيوخ، وأبطال المقاومة، مشفوعة بتحيّة شرف وتقدير للنمَوذج البطولِي الذي سطرته فصائل المقاومة بِجَدارَةٍ وامْتِيَّازْ، ما قدًَمه الشعب من صبر وتحمل، في وجه الآلة الصهيونٍية وتحالفها الغاشم.
وأجدد موقفنا الثابت في دعمهم ماديا ومَعْنويا، ذلك الموقف الذي جسَّده قولا وفعلا، الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، في أكثر من مناسبة، وفي ظروف دولية بالغة التعقيد.
إخوتي وأخواتي
نُخاطِبُكمْ اليومَ في هذا الظرفِ المُتَمَيِزِ بِمُسْتَجَداتٍ محلِّيِةٍ ودوْلِيَهْ، لنجدد لكم موقفنا المعارض ولِندعوّ جميع أطيافنا السياسية المعارضو، لتوحيد الصفوف والعمل الجاد والموحد، لوضع حد لمعاناة شعبنا، وللوقوف في وجه الفساد المستشري بِجميع أنواعه في بلدنا، وانْتشال هذا الوطن، ولاسترجاع المكتسبات الديمقراطية التي حققها شعبنا بجُهود أبنائه البررة، ولاستعادة سيادة الدوْلة وهيبتها محلبا ودوليا.
وهُنا، أَنْتهز هذه الفرصة، لأحدد مرتكزات خَطوطنا السياسية، التي تضبط موقفنا من الاتفاقياتِ التي توقع باسمِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الموريتانيَّه، بما في ذلك، الاتفاقية الموقعَه حديثا مع الاتحادِ الأوروبي بشَأْن الهجرة بغض النظر عن جميعِ مصطلحاتها ودلالاتِها، وهذه المرتكزات، تتلخص في ثلاثة محاور:
أولا: أنه لا مساومةَ في سيادة البلد على أرضه، برا وبحرا وجوا، وقواتنا المسلّحَه وقوات أمنِنا جديرَة بهذه المهمة وكفيلة بها، وهو ما يدعو للرغبة الملحه في تطوير قدراتها، لِسد الباب أمام أَي تدخل أجنبي مهما كانت مساعيه.
ثانيا: أننا لا نقبل بحال من الأحوال، أن نخوض بالوكالة، حراسة حدود أجنبية، ولا رقابة وتأمين أي بلد، إلا بَلَدَنا، الذي يجب أن نراعي مصالحه العامة والخاصة ولا نقبل أن نخوض حربا بِالوكالة ولا حراسة بالوكالة، كما تأكد ذلك من قبل ضمن المقاربات الاستراتيجيّة التي تبناها الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، معززا بذلك، سيادةَ الدولةِ واستقلالها.
ثالثا: أن علاقتنا بالإِخوة الأفارقة مثالا فى حسن الجوار ولا نحتاج تعاوُنا خارجيا مَشبوها لِتنظيرها وترسيمها.
إخوتي وأخواتي
إننا في جبهة التغيير الديمقراطي، إذ نستنكر استمرار استهداف وظلم الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحرمانه من كافة حقوقه منذ 2019، و استمرار سجنه الإنفرادي وما يترتبُ عليه من ضرر مادي ومعنوي وصحي، وبالتباطؤ في مسار ملفه الكيْدي الذي أصبَح واضحا للجميع أنه تصْفيّة حِساب من خصومه، لتحيِيده سياسيا، وفتح الباب لاستبداد أباطرة الفساد والنهب والعبث بثروات الوطن.
لندين عدم احترامِ مبدإِ فصل السلطات والزج بالقضاء في تصفية الحسابات السياسية و نحمل المسؤولية كاملة للسلطة التنفيذية.
ولا يفوتني هنا، إلا أن أتقدم بجيل الشكرِ، لكل الأصوات الوطنية الصادقة، التي عبَّرتْ عبرَ الوَسائط الإعلامية المختلفة، عن مأساة هذا الوطن، وعن فضح وكشْف الفَساد وبؤره، وأُشيد بدور المدونين، داخل الوطن وخارجه، ودور منظمات المجتمع المدني، الداعية للشفافية والكاشفة للصفقات المشبوهة، ونعتبِر هذه الأدوار نضالا وطنيا لا غِنى عنهُ، لإِطلاع الرأي العام على ما يدور في البلد.
وأترك الفرصة لإخوتي لإيضاح وشرح مضامين هذه الخطوط العامة، التي حاولت عرضها بشكل موجز، فَليتفضلوا مشْكورين، والسلام عليكمْ ورحمة الله.