بخصوص إذاعة القرآن الكريم وتداعيات اقالة مدير الإذاعة وما صدر من بعض الحضور.

أحد, 07/01/2024 - 20:12

بنشاب : كتب الوزير السابق و عضو جبهة التغيير الديمقراطي الدكتور /محمد ولد جبريل:

بخصوص إذاعة القرآن الكريم وتداعيات اقالة مدير الإذاعة وما صدر من بعض الحضور.

اولا وقبل كل شيء، الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من اسس إذاعة القرآن الكريم و أمر بطباعة المصحف الشريف الموريتاني وبفتح منابر ومجالس العلم وخصص لذلك تلفزيون المحظرة و امر بالعناية المعنوية والمادية بأهل العلم وطلبته ضمن مشروع كبير يسعى الى ترسيخ الهوية الإسلامية للدولة المويتانية وإحياء تقاليدها التي لم تتم العناية بها منذ خروج المستعمر بل وجاهد في سبيل ذلك جهادا كبيرا ضد قوي داخلية وخارجية كانت تستفيد من حالة الضياع التي كان يعيشا البلد. 

- يليق بأهل العلم من طلبة وقراء وأئمة وفقهاء وعلماء اجلاء بعد النظر وقوة الموقف بقول الحق خدمة للحق والذود عن تلك المكتسبات ليس مرضاة للرئيس محمد ولد عبد العزيز او دعما له، بل من اجل  مصلحة الوطن والدين والدنيا. اما نسبتها لغيره ففيها قصر في الفهم وضعف كبير وتناقض بين وتحريف للحق لا يليق ولا يقبل.

- ثم إنه ‏يليق بأهل العلم من باب "امرت ان انزل الناس منازلهم" معرفة الرئيس محمد ولد عبد العزيز  والرجوع إلى ماضيه وإلى مواقفه انطلاقا من طرد سفارة العار ومرورا بإنشاء مهرجان المدن القديمة وانتهاءا بتاسيس الجامعة الاسلامية وجامعة المحظرة وكل ما حقق لنفسه ولوطنه ولدينه، ورفعه للمنزلة التي تليق به. وليس وجوده اليوم في السجن إلا دليل يؤكد كل ما سبق وأهل العلم أدرى بتلك الحقيقة لمعرفتهم الحقة بسير وقصص الإصلاح عبر التاريخ. 

- ‏هل عمل نظام الرموز على ترسيخ تلك الرؤية او دعمها بمنجز واحد يحسب له؟  الجميع يعرف الجواب ولكن البعض لايعرف لماذا!!! الحقيقة ان الإنجاز تبعا لتلك الرؤية لايحتاج فقط إلى المال والإسمنت المسلح ليرى النور بل يحتاج الى قوة الإرادة والإيمان بضرورة بناء هويتنا الإسلامية الأصيلة وترسيمها و إلى تحمل تبعات كل قرار او موقف في ذلك الصدد وإلى مواجهة الضربات التي ستسارع قوى الشيطان في كل مكان الى توجيهها الى كل من يحاول المضي قدما في ذلك النهج. ونظام الرموز يكتفي وينفق الاموال الطائلة فقط من اجل البقاء، لا من اجل البناء و التقدم.

- واخيرا يليق بأهل العلم ملاحظة ان نظام الرموز الذي فشل في الحفاظ على تناسب واتساق مهرجان المدن القديمة مع ذكرى مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم و الذي فشل في تسجيل موقف واحد يرسخ تلك الهوية ويجعل الشعب يعيشها ملموسة ولو للحظات قصيرة، لا يستطيع اي رمز من رموزه او مديريه ان يدعي ماليس له به علم ولا ملكية إنجاز.