بنشاب : طيلة أيام الدورة الجنائية الخاصة بالملف المعروف بـ"ملف العشرية"، والتي اختتمت قبل أيام، بعد أن استمرت لنحو عشرة أشهر وعشرة أيام، كان عبد الكريم ولد محمد محمود ولد ختار يقف أمام قصر العدل بولاية نواكشوط الغربية، حيث يحاكم الرئيس السابق محمد ولد العزيز والمشمولون معه في الملف.
يمضي سحابة يومه هناك تضامنا مع ولد عبد العزيز، في مواجهة ما يصفه ولد ختار بالاستهداف والتهم الباطلة.. عبد الكريم لم يكن مجرد متفرج، أو متابع من بعيد، وإنما كانت له أدوار أخرى، يصفها بأنها غاية في الأهمية..
عندما تقرر المحكمة عقد جلسة ما، كان عبد الكريم من أوائل من يصلون محيط قصر العدل، يحمل في يده كيسا صغيرا ومعدات الشاي وفراش خفيف. يخصص الكيس لحفظ الهواتف المحمولة للأشخاص الذين كانوا يدخلون قاعة المحكمة، إذ لا يُسمح بإدخال الهواتف المحمولة، فيما يقول عبد الكريم إنه يقوم بحفظها بأمان حتى يخرج الناس..
لم يثنه المنع المتكرر من دخول قاعة المحاكمة عن الوقوف هناك يوما بعد يوم، متضامنا مع الرئيس السابق. معتبرا أن هذا العمل هو واجبه، ويقوم به بكل فخر..
نافس "ولد ختار" تشكلة المحكمة والمتهمين في الملف، وجحافل المحامين في المواكبة اليومية للجلسات، وفي المرابطة طيلتها، وكانت له أدواره المحورية وفق المترددين على محيط قصر العدل والمتابعين لمجريات المحكمة الأطول في تاريخ البلاد..