بنشاب : سؤالٌ طرحه على مرافقه الشَخصي القاضي والأديب والشاعر اللبناني الأسطوري صاحب ملحمة "#عيد_الغدير" الراحل #بولس_سلامة. ما أذهَل رجل الأمن.
شغَل القاضي بولس سلامة مراكز قضائية عدّة ومنها #قاضي_تحقيق في الشمال.
يُروى أنّه كان مرهَف الحسّ على الرغم من قساوة مواقف الحياة التي ختمت رحلتها معه بأربعين عام من المرض والألم قضاها في فراشه ومع قلَمه.
يعرف القصّة أغلبية المحامين والقضاة اللبنانيين، ورواها لي بالتفصيل نجله المحامي القدير العميد الأستاذ رشاد سلامة.
في ختام يوم من العمل الضاغط بالملفات والاستجوابات والتوقيفات،
بدا الرئيس سلامة في حالة من الهدوء والأسى. نادى مرافقه وسأله السؤال المذكور أعلاه.
وقف مرافقه أمامه مذهولاً وجاوبه : لا أعرف.
ردّ الرئيس سلامة عليه:
"رافقني، أريد أن أعرف.
وأريد أن أعرف أين أرسل هؤلاء البشر وماذا يحلّ بهم"
وسار بقدميه نحو #الزنزانة حيث يقبع الموقوفون، ففتح له رجال الأمن الباب الحديدي على مضض.
عند دخوله وقف كل مَن في الزنزانة باستغراب.
قال سلامة: "ارتاحوا،جئت أبيت الليلة معكم". وأمر الأمن بإقفال الباب.
ذُهل الجميع واكفهرّت وجوههم. رفض بداية مرافقه خوفاً على أمنه. لكنّه أصرّ.
قضى قاضي التحقيق ليلته موقوفا في الزنزانة وحيداً دون أمنٍ وبإرادته.
ضجّ الخبر البلد، وأنت أيها القارئ العزيز عليك أن تتخيّل ما تمّ التداول به.
في اليوم التالي، خرج القاضي سلامة الى منزله، استحمّ وبدّل ملابسه وعاد الى مكتبه
وسط تجمهر من الصحافة والناس والأمن والقضاة. رفض التعليق
واكتفى بالقول: "ليتني زمان كنت أعلم".
عُرف عن القاضي سلامة أنه من أجرأ #القضاة في تكييف الجرائم خلافاً لادعاء النيابة، ومن أوّل القضاة الذين عمدوا الى تطبيق الاجراءات البديلة عن التوقيف.
واوّل وربما آخر قاضي يقرّر أن يحكم ضمنياً على قراراته بالمعرفة الفعلية.
ليت زمن رجال #الحكمة يعود، في زمن يهرب فيه رجال السلطة من #الحقيقة.
#العدالة #التواضع #الجرأة #الفعل #الحدود #العقل #النهج