لحظة تأمل: قضيتي وطنية وليست قبلية

أربعاء, 06/09/2023 - 06:59

بنشاب : أحيانا، يعتب علي بعض إخواني ورفاقي في هذا العالم الافتراضي عتبين، قصرت عن أحدهما وترفعت عن الآخر.
أما الأول فوصفي بالمثقف وهذا ما لا أدعيه ولا أجدني مصرفه، تلطفا منهم وتقديرا يشرفني وأعتز به،.. وحقيقتي، أن ذلك مقاما عاليا، شأنه شأن الكاتب والأديب، وهي مراتب سامية، لا يُلقاها إلا ذو حظ عظيم ....
وأما الثاني فهو وصفي بالقبلي، وألتمس لهم العذر، لأن في مراحل نضجه غير المكتملة، لا يصورك إلا بعدسته، ولا يراك إلا بعين صُممت على أن ترى الأشياء وفق مزاجها وحالتها النفسية، ولا يسمعك إلا بأذن بها وقر يقطر ويرشح الكلام بما تهوى الأنس وما تريد.
فهم يجهلونني ويتجاهلونني لحاجة في نفس يعقوب لم يقضها بعدُ، وربما يفعلون ذلك، لتمرير أفكار لا يؤمنون بها وأخطاء يتمادون فيها، فلا تكويني، ولا طبعي، ولا عمري الوظفي الذي أشرف على النهاية، يستشف منه ذلك، فأنا وحدوي، اشتراكي، مؤمن بالله ورسوله، وهذا كله مناف للقبلية
صحيح أدعم وأساند الرئيس محمد ولد عبد العزيز في محنته وفي الظلم الذي تعرض له وأحاول كشف المؤامرة التي كان ضحية لها، والمهزلة التي يمر بها ملف العشرية، ولست وحدي في هذا، ولم أمارسه من باب القرابة، فكثيرون هم أولئك الذين يتبنون هذا الطرح بسر أو علانية، ولا علاقة لهم بالرئيس، وصحيح أنني لا أفتأ أكتب ردودا أو تعقيبات على بعض المتطفلين على التاريخ، إذ يكتبونه على مزاجهم وعلى مزاج رهطهم السياسي الذي يشكل لهم النابض التحريضي، ليخلق الجو الموبوء، الذي يحسن فيه السباحة، ويستفيد فيه قُوتَه وما يقتاته هو وحزبه، وهم يعلمون - علم اليقين - أنني أدرك ذلك بوعي، فلن نتركهم يعبثون بالعوام والزج بهم إفكا وزورا في قضايا السياسة لا دخل للقبائل فيها، كلما ما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولَّوا مسرعين بإقحام القبيلة في المواقف السياسية، بكلام استهلاكي يتقبله بعض الغوغائيين ممن لا ناقة لهم ولاجمل في الفكر والسياسة والثقافة... يزاولون الدين لعبا ولهوا، بين الإفراط والتفريط، فيوظفون كل إمكانيات التفريق بين الأنسجة الاجتماعية، وكلما ولجوا تفكيك هذا النسيج، وجدوه أكثر صلابة ومناعة وهي عناية من الله بهذا الوطن المغلوب على أمره بأمراض وفساد نخبه التي تتصدر المشهد السياسي وتلك نعمة إلهية نحمده عليها حتى يرضى ...
ولقد كتبت أكثر من مرة في الفرق والتفريقبين القبيلة والقبلية، استشرافا لهذا الوصف واستبافا للواصفين...
أقولها مجددا، إن الإنسان السوي، هو هذا الإنسان بأصله وفرعه... أتلومه لو رمى أبناءه عرض الحائط، ليربي أبناء الآخرين؟...أرحمة هذه وإنسانية؟ ... هذا حاله في الفرع،.. 
وفي الأصل،أينْسَّل أحدكم من آبائه، باحثا عن أبوة سواهم ليكون إنسانا؟... ويسكت مشاركا في تزوير التاريخ ضدهم ليكون إنسانا؟... مالكم كيف تحكمون؟.. 
قد يحدث ذلك في المجتمعات الغربية المميزة بعبثية النسل ... لكنه لا يحدث في المجتمعات الأصيلة المتمسكة بالضوابط الشرعية وضرورياتها وكمالياتها ...
ولكن، ما المشكل في أن أكون أنا (بأنايتي) ولا أقول ( أنانيتي)، وأنت، وهو، كل هذه الضمائر متسقة ومتناسقة، ومنسجمة ومتناغمة في تاريخها ومصالحها ومصيرها المشترك ندعوها (نحن),,, (فنحنيتنا) مظلة تسعنا جميعا ونتستظل بها جميعا كلما كانت لدينا الرغبة في التعايش والبناء والتنمية، والعدالة والحرية، التي تعود علينا جميعا وعلى أجيالنا وعلى الإنسانية قاطبة بكل ما نتمناه من خير وسعادة.