بنشاب : #سندريللا_مرهج: أتقدّم بخالص وأحرّ التعازي من عائلة الفقيد سيادة القاضي لمرابط ولد عادل رئيس محكمة الاستئناف في #نواكشوط الغربية ومن الجسم القضائي والحقوقي في #موريتانيا ونسأل الله عزّ وجلّ أن يتغمده برحمته ، مثواه الجنة بين الأبرار والصدّيقين ونصلي ونطلب لروحه السلام ...
قابلت سيادة الرئيس الراحل صدفة على درج قصر عدل نواكشوط الغربية بينما كنت أهرول مسرعةً وأنا أبحث عن شيء للضرورة، دون أن أجد ما أريد، بحكم أني غريبة عن المكان وهندسته وتقسيماته،
و لعلّة أخرى إدارية.
لم أعرفه ولكنه عرفني. رحّب بي كعادة ولطف جميع الموريتانيين وسألني بكل احترام إن كنت بحاجة لمساعدة.
ارتحتُ لوجهه الخيّر واعتقدته زميلاً، ولم أخجل بالبوح
فقال لي "تفضلي تجدين ذلك في مكتبي أهلا بك ضيفة كريمة من لبنان ومحامية استثنائية".
استضافني حينها في مكتبه بكل دماثة خلق واحترام وكلام طيّب. احتراماً لخصوصية ما اردت، ومن رفعة خلقه خرج من مكتبه وقال لي "ساكون في القلم".
بعد دقائق ذهبت لاتشكره، فلم يرضَ الا ان ارتاح قليلاً، فجلسنا في الصالون وقدم لي زجاجة مياه معدنية، وسالني عن سير القضية. أجبت ما عندي باقتضاب، وابدى رأيه باقتضاب. دخل في هذه الاثناء وفد دبلوماسي اجنبي
فعرّفنا على بعض، ورافقني مودعاً على الباب.
شخص أثّر بي في هذا الموقف السريع بتواضعه وصفاء ذهنه وثقته بنفسه ودماثة خلقه وكرمه واحترامه وباعه في الاصول الاجتماعية، على عكس كثيرين في عالم السلطة حيث احياناً يصعب على البعض منهم حتى القاء التحية عند مصادفة محامي، او يجهلون اصول استقباله او وداعه حتى لو ضيفاً اجنبياً.
في زيارتي الاخيرة الى نواكشوط، قصدت زيارته مرتين ولم اجده في مكتبه.
رحل سيادة القاضي لمرابط ولد عادل ،استقبلني ولم اودّعه. ولا شك انه ترك في هذا العالم الفاني آثاراً طيبة في النفوس واجتهادات قيّمة وذكريات لاتمحى من ذاكرة عائلته واصدقائه ومعارفه … لا أدري لماذا يرحل الطيبون باكراً.