بنشاب : شكلت الهجرة عاملا اجتماعيا انفجرت نواته الأولى في بلاد شنقيط ، فأثمرت دولة عربية افريقية إسلامية عرفت لاحقا باسم موريتانيا ،فظلت الهجرة عاملا اقتصاديا منعشا قديما وحديثا، فماهي فوائد الهجرة الموريتانية الأمريكية؟
يمثل الشباب الموريتاني غالبية المجتمع فهو الطاقة الحية ، ومصدر بشري تقوم عليه عملية البناء والتجديد في كل مرحلة،فنسبته بلغت 49%، كما أن موريتانيا الدولة الفتية ،الغنية بمواردها الطبيعية ، تزخر أرضها بمعادن نفيسة ، ( النحاس والذهب والحديد) ومصادر أولية متجددة ( الغاز السمك ،،) وقد اتخذت الحكومات المتعاقبة سياسيات إصلاحية تهدف لخلق آفاق تشغيلية واعدة تستقطب العاطلين وخريجي الجامعات الوطنية، فنسبة البطالة بلغت 12,2% حسب احصائيات رسمية في دولة تبلغ أعداد سكانها 4.3 نسمة، إلا أن هذه السياسيات لم تستطع أن تضيف جديدا، في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية!
أزمة اجتماعية:
إن ضيق الأفق واحتكار التشغيل على طبقات محددة جعل الشباب الموريتاني يفقد الأمل وينزع الثقة في كل ماه صادر عن الحكومة ، فقد أصبحت الهجرة خيار اقتصادي، استراتيجي لا مناص منه ،خصوصا لحملة الشهادات الذين سيجدون ملجئاً وإعتبارا يعينهم على مواجهة صعوبات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في رحلة البحث عن أمل ،فالتنمية الاقتصادية وخطط التشغيل في موريتانيا ، تبقى تحت وصاية التقطيع الاجتماعي، وتأثير المشايخ التقليدية والنافذين والساسة،،! تتمركز تمركزا واضحا، ،
فحسب بعض الإحصائيات بلغت أعداد المهاجرين الآن إلى الولايات المتحدة الأمريكية 35ألف شاب من بينهم نساء وحوامل، بلغت تكلفت سفرهم إجماليا 90مليار اوقية قديمة، فتكلفت السفر لكل فرد تتراوح بين مليونين ونصف إلى ثلاث ملايين أولية قديمة،!
غياب التكوين :
ان الغالبية العظمى من المهاجرين والباحثين عن فرص جديدة يطبعها غياب التكوين ،وعدم الخبرة فالقليل منهم من يتحدث اللغة الإنجليزية، كما أنهم يجهلون عادات وتقاليد المجتمع الأمريكي الذي يعدّ من أرقى مجتمعات العالم، إضافة إلى فروق ساعات العمل، وصعوبة المناخ مع المناخ الإفريقي وغيره !
الحلول والمقترحات:
في الحقيقة أن الهجرة عامل خطير وهو دليل على فشل ذريع في سياسيات التشغيل التي تبذل فيها الدولة الكثير من مواردها وهذا ما يستدعي منا تقديم حلول ضرورية وملحة من أهمها :
- توجيه الشباب والطاقات الموجودة إلى الإنتاج وتكوينهم في المجال الزراعي فأي دولة لاتنتج لاتستطيع أن تحد من مشاكلها وخصوصا البطالة
- اكتتابات جادة في المؤسسات العملاقة مثل( اسنيم وتازيازت وشركة صيانة الطرق والموانئ وشركات توزيع الأسماك! )
- تنظيم القطاع الخاص وقوننة عقود العمل بحيث تكون ذات تأمين وتحفظ الحقوق للعمال
- الاستثمار في قطاع النقل والمواصلات وإدماج الشباب الموريتاني فيه
وخلاصة القول فإن الهجرة سلاح ذو حدين يؤرق العالم وخاصة منطقة الساحل التي تعد منطقة غير مستقرة أمنيا فإن الفراغ لدى الشباب يجعلهم عرضة للضياع والإرهاب ،كما أن الدورة الاقتصادية تظل راكدة في ظل عدم الإنتاج ،فاليد العاملة إحدى العوامل المكونة لعملية الإنتاج ،
فهل ستظل الحكومة الموريتانية تتجاهل نزوح الشباب إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟؟
*حم أحميتي فال، متخصص مجال الاقتصاد الإسلامي*