بنشاب : أصيب نظامنا بإحباط تام في اختيار الأشخاص الذين يعول يعول عليهم في قيادة الدولة، سواء في نظامها التنفيذي، أو في نظامها التشريعي أو في مؤسستها القضائية، يوم أسند المهام لمن لا يتقنها، ولمن لا يفرق بين الدولة كنظام مؤسساتي وبين ثقافة " ربوع الخيام الخيام ومضاربها" وحكايات العجائز وتهريجهن، ومكائد الرعاة ومكرهم، فاختلط الحابل بالنابل ورجعنا نعْمَه في غي المحبطين سياسيا والمفسدين إداريا والفاشلين قضائيا.
فمنذ أن ولج الثنائي السالب (ولد أبتي وولد الرايس) مدارج قصر العدالة بقوة الوصي المدعوم، ونحن نتخبط في غياهب الانحدار اللامتناهي في السفالة، سواء بالكذب والتدجيل، أو بالتهريج والتزوير، أو بالعبث بقرارات منظومتنا القضائية، ليسلباها ثوب الوقار والعدالة، إن لم يكن بنية القصد، فبتاريخ تراكمَ بعقبات الفشل المهني وغريزة حب المكائد والدسائس.
إن ما حدث اليوم في تعطيل أو محاولة تعطيل انتخاب نقيب المحامين، هو مجرد لعبة دأب الثنائي على مزاولتها بلستخدام وسائل المتنفذين الكيديين في دولتنا، وهو نفسه الأسلوب الذي اتبع في اختلاق ملف العشرية لاستهداف الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ومنعه من حقوقه الطبيعية ظلما وعدوانا.
اليوم، وبأسلوب كيدي لا مراء فيه، يقوم لفيف الفشل بمحاولة منع وتعطيل نجاح الأخ الأستاذ بونه ولد الحسن Bouna Elhassen نقيبا للمحامين بجدارة واقتدار، ولكن هيهات، فقد خسم المحامون أمرهم، وهم أكثر من يدر ألا عيب المكر والخداع والمراوغة، وسيختارون من يمثلهم بشرف وكفاءة ومن يعشق مهنة المحاماة عشقه للعدل والحرية والمساواة.