بنشاب : لم تكن شهادة البكالوريا عبر العقود الماضية مجرد اختبار للمعرفة الأكاديمية. بل كانت اختبارًا للصبر والقوة العقلية والتحمل العالي. وفي كثير من الأحيان، كانت هي العائق الأكبر والأخير بين الطالب والجامعة، مثيرا للرعب في قلوب الكثير.
وقد ارتفعت نسبة الفشل في البكالوريا على نطاق واسع في العديد من البلدان. الشيء الذي دفع الكثير منهم إلى إلغاء نظام البكالوريا بأكمله، أو إحداث تغيير جذري فيه، ليصبح تقييم الطلاب أكثر اعتمادا على العمل الدراسي المستمر بدل الاختبار النهائي.
وفقا للأرقام المتوفرة، فإن البلدان التي تستخدم البكالوريا تشهد نسب نجاح تتراوح في الغالب بين 30% إلى 60%. وهذا، بالنسبة للكثيرين، ليس بالرقم الذي يعكس الجودة الأكاديمية والاستعداد للولوج إلى مؤسسات التعليم العالي. بل إنه يثير القلق بشأن الضغط الذي يتعرض له الطلاب والتوتر والاضطرابات النفسية والاجتماعية ذات الصلة.
فإذا نظرنا إلى سنة 2022 سنجد مثلا أن نسبة الناجحين في الباكالوريا في السنغال بلغت 50 %. وفي ساحل العاج 30.75 %. وفي مالي 20.38 % وفي المغرب 75.2 %. وفي كندا تجاوزت 91 %. وفي فرنسا 96 %.
أما في موريتانيا فإن نسبة النجاح لم تتجاوز 8 % في كل من سنة 2022 وسنة 2021. وفي ذلك من الأضرار التربوية والنفسية والاجتماعية ما لا يخفى، ولا يجد حتى الآن من يلتفت إليه.