بنشاب : كل يوم تظهر الحقيقة ناصعة، ولكن النيابة ولفيف المحامين الداعم لها من رهط ول الرايس وول أبتي، وسيد المختار (إن سمح له ولدأبتي)، يماطلون ويختانون أنفسهم في إطالة أمدها وإضاعة وقتها، ورئيس المحكمة ربما لعدالته ورزانته، يمدهم بما طاب لهم من الوقت، ويعدد لهم الجلسات، ويباعد لهم مواعدها، بدأت بثلاثة أيام في الأسبوع، ثم مرة في الشهر، ثم مرة لأسوعين، والآن مرة في الأسبوع، كل هذا، والشهود الذين حضروا وأدلوا بما يفيد براءة التهم، يخادع بانتقائهم، كأنها مغازلة خفية للرأي العام ومعاملة تستبطن خداع الرأي العام، يتكلم مدير الأمن السابق، ليتبع برجل أعمال، إيهاما بارتباط الإدلاء، ويتكلم وزير التهذيب عن بيع المدارس، فيتبع برجل أعمال لنفس الغرض، والكل في النهاية لا ارتباط بينه ولا تجريم له لأي متهم، وكانت شهادات اليوم قاصمة الظهر للنيابة ولفيفها، وتبرئة واضحة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، كما هي تبرئة للشاب رجل الأعمال محمد ولد أمصبوع.
الأدهى من هذا والأمر، أن المتهمين كلهم في سجن كتب له أن يطول دون الاهتمام بحالتهم ولا البت في تهمهم، فليستعدوا لفترات ستطول وتطول، حتى أن بعضا من لفيف المحامين من رهط ولد أبتي وولد الرايس، يتداولون في حديثهم خارج المحكمة: أما آن لهذه المهزلة السياسية أن تنتهي؟