بنشاب : في بعض الأحيان، لا تحتاج الصورة لتعليق، ولكن في مثل هذه، لا مناص من تعليق إنصافا للرئيس #غزواني، فالمقارنة بين طباع الأفراد وسلوكهم، غير واردة مطلقا، والأخلاق أصناف وأجناس، والكل يأخذها على طريقة تربيته وعمل ابروتوكوله، ومن التواضع ما نسميه " أطياب اللحمة" وهو محل استهجان واستنكار في عموم المدارس التربوية، بالقدر الذي يكون به التكبر والعنجهية محل استنكار واستهجان، لكن بعض الأحيان، تلزمك المواقف بلبس ثوب يتماشى مع الوضع الذي أنت فيه بحياء ووقار، فمن يمثل سيادة بلده، ليس كمن يمثل سيادة نفسه، فبينهما من المنافاة ما بين قيمة الفرد والوطن.
وشهادة للتاريخ أقولها، فإن معرفتي بالرئيس السابق #عزيز، تجعلني أجزم بتواضعه وتقديره للآخر، وأكثر تقديره واحترامه للعاديين من غير الاعتباريين والعظماء، وهذه تحسب له، لا عليه، فهكذا رأيناه وهكذا جالسناه ونادمناه، وهو بذلك حريص على مظهر سيادة البلد وهبته، لا يساوم في ذلك ولا يهادن، وإخاله يفعل ذلك بعفوية وأريحية، حتى أن لغة جسده تبقى مكبوتتة أثناء كلامه خلافا لأخي فخامة الرئيس #غزواني، الذي يتأثر أثناء الكلام بشكل معبر عن مستوى الانفعال والأداء، فيبتسم ويضحك، ويعبس ويبسر بحسب مقام الكلام وهذا شرح إضافي يحسب له لا عليه، فواهم من يحسب تواضعه ضعفا، إنما الضعف في التغابي عن المفسدين، وتجاهل سريرتهم الفاسدة، وإنما الضعف في ترك أكلة المال العام يعبثون بمقدرات البلد وخيراته، وإنما الضعف في ترك لوبيات النفوذ الفاسدة تعمه في غيها، وإنما الضعف في سماع ورؤية وزير يكذب على الأثير نفاقا وتملقا ولعبا بالعقول دون ردعه وإرجاعه لجادة الطريق، وإنما الضعف في تسمع الكذب والنفاق وتشكر صاحبه وتوفر له الفرصة لمزيد من الكذب والنفاق.