بنشاب : مر الرئيس السابق خلال زيارته لمدينة نواذيب في ذهابه و إيابه بمنشأة بالغة الأهمية و هي المحطة المركزية ( العاملة بالطاقة الهوائية ) في بلنوار .
هذه المحطة أنشئت سنة 2018 أي في أواخر العشرية و بدأت الأشغال فيها فورا على أساس ان تكتمل بشكل نهائي بعد ثلاث سنوات من العمل أي قبل سنة من الآن، و دفعت جميع التكاليف المتعلقة بالإنجاز .
و قد صممت هذه المنشأة و فق المخطط لتكون قدرتها الانتاجية 100ميغا واط و هو ما يكفي بالفعل لتغذية مدينة بحجم العاصمة نواكشوط بكل احتياجاتها الطاقوية ، و التي تتراوح بين ( 90 و 110 ) ميغا واط ، بمعنى انها ستوفر حسب المخطط اضعاف حاجيات مدينة بحجم بو لنوار .
الا ان الحقيقة المؤلمة هي ان المنشأة توقفت الأشغال فيها لحظة مغادرة محمد ولد عبد العزيز للسلطة ليخيم الظلام و سوء الخدمات المتعلقة بالكهرباء على المدينة .
لهذه الأسباب تحتفظ ذاكرة الساكنة المحلية لمدينة بلنوار بتاريخ وضع حجر الأساس لهذه المنشأة ايام الرئيس السابق الذي ادخل السرور الى قلوب المنسيين في مختلف ربوع البلاد خصوصا هذه المدينة الوديعة و التي كانت بحاجة ماسة لهذه المحطة و التي كانت حلما بعيد المنال و صبحت واقعا بطوربينات عملاقة تعانق عنان السماء .
و لكن هذ الحلم بدأ بعد مغادرة الرئيس السابق للسلطة بالتلاشي و مع مرور الأيام توقف العمل في المنشأة و تحول الحلم سرابا بقيعة ،
لم يتبقى غير طوربينات عملاقة تقف شامخة في وجه الرياح العاتية و لكنها تفتقد إرادة الرئيس السابق لتدور اجنحتها فتتحول الى طاقة تضيء حياة الناس ، من هنا كان لهذ الانجاز دور بارز و اثر في تحديد موقف الساكنة و التي تشكل لها صورة المنشأة المتوقفة عن العمل الفرق بين مرحلتين عاشتهما المدينة :
مرحلة أولية تميزت بالارادة التنموية ، فتأسست خلالها محطة عملاقة بمقاييس دولية ، واضحة للعيان ، و المرحلة الحالية و تميزت بالاهمال و الفساد و غياب الإحساس بالمسؤولية اتجاه المواطنين في مالهم المهدور و حاجياتهم الأساسية المنوطة بالمتنفذ في مصيرهم السياسي .
اذن هذه المحطة لم تكن اكثر من محطة ترحاب للرئيس السابق جاء بها الى المدينة و بقيت على حالها بعد مغادرته .
لذلك كان الفرح واضحا على وجوه البسطاء الذين خرجوا لرد الجميل لمن أسس و أنشأ و دفع عجلة النماء إلى الامام فصبروا التنكيل و ما تعرضوا له من المضايقات و عبروا عن موقفهم و الذي يخفي تحت الفرح بالرئيس السابق حنقا و امتعاضا شديدين من الجهات الرسمية و التي ضيعت المال العام بايقافها لهذ الانجاز التنموي العملاق و عرضوا المنشأة نفسها للضياع و التي يبدوا انها ستتحول تحت ضغط الاهمال و عوامل التعرية الى الخراب .