بنشاب : كان وقع الخبر صادما لي- خبر تحالف الرئيس السابق مع حركة ( أفلام)- فشعرت بخيبة كبيرة!!! هذه الحركة العنصرية، التي كانت تطالب بتقسيم البلاد علێ أساس عنصري، و تدعو إلێ حمل السلاح من أجل تحقيق أهدافها!، ولم أستطع إكمال قراءة البيان الصادر عن هذا التحالف الجديد؟
فوضعت الهاتف جانبا و أنا أفكر في الأمر و أحدث نفسي، كيف للرئيس السابق أن يتحالف مع هؤلاء؟ و هل يمكنه الاتفاق معهم علێ أهدافهم الخطيرة؟ وماذا سيجني الرجل من تحالف كهذا؟ أم أن حركة ( أفلام) هي من ستتخلێ عن عنصريتها وطرحها الراديكالي المتطرف؟ من أجل التحالف مع الرجل؟
وماهو المقابل الذي يمكنه أن يقدم لهم؟ وهو خارج السلطة؟ أسئلة كثيرة متناثرة أصابتني بالدوار! فأمسكت بالهاتف وعدت لقراءة البيان بتمعن في كل مفرداته، وتابعت القراءة حتێ وصلت إلێ عبارة «لتكوين منصة للتشاور والمتابعة تسمێ: ملتزمون من أجل موريتانيا موحدة » فوضعت الهاتف جانبا و قلت بصوت عال " ذلك هو الحك" فلن يقبل الرئيس السابق التحالف مع (أفلام) إلا إذا التزمت بموريتانيا موحدة.
نعم فالرجل الذي حافظ علێ هيبة البلد و سمعته في المحافل الدولية، وبنێ فأعلێ، لن ينقض غزل عشر حجج بين عشية وضحاها؟
أما حركة (أفلام) فقد كان لسان حالها " رحم الله الحجاج ما أعدله " تماما مثل مرتادي مستشفێ الأنكلوجايا الذين تراجع سقف طموحهم إلێ تمني إصلاح جهاز تسريع العلاج المتعطل منذ فترة؟ تماما مثل مرضێ الكلێ الذين يموتون عند أبواب المستشفيات قبل أن يصلهم الدور في التصفية!!! أو كالمزارعين الذين أقتصرت أمانيهم علێ الحصول علێ السماد بدل الدعم و شراء المحاصيل، أو كالمنمين الذين تمنوا توفير الأعلاف ولو بأسعار باهظة! تماما مثل المواطن الذي لم يعد مهتما بما تشهده الصحة والتعليم والاقتصاد والأمن و العدالة من تدهور و تراجع؟، بقدر ما أصبح يحلم ب" كيل من آدلكان" الذي تجاوز سعره 2500.
نعم إنها "انتكاسات خطيرة ومتتالية" كما وصفها البيان، لقد أدركت ( حركة أفلام) أن الحفاظ علێ وحدة البلد، أولێ من الأهداف الضيقة، تماما كما يستشعر ذلك كل مواطن موريتاني يرێ ما وصلت إليه البلاد في ظل حكم هذا النظام الفاسد، الذي فشل في كل شيء.
نعم لقد أضحت (أفلام) أكثر وطنية من النخبة السياسية، حيث تخلت عن راديكاليتها من أجل وحدة الوطن، وتحالفت مع من يمكنه أن ينقذ الوطن من الانهيار.