بنشاب : أخذ حزب الرباط الوطني بتلابيب النخبة السياسية في البلد، و صرعها على فوهة هاوية سحيقة لا قاع لها، بعد أن نزع عنها قشور الزيف التي شابت في حضنها لعقود من الزمن.
فقط بالصمود و الثبات والتمسك بمبادئ الفعل المعارض السليم من شوائب الشخصنة و التمصلح.
فحين عارض الرئيس السابق طوال فترة حكمه، كان معارضا شرسا، لم يبايع ولم يساوم، بل ظل في موقعه يصقل سيوف مبادئه، و يكحل عيون أهدافه بأثمد الوطنية.
ولما انهارت حشائش عريش الإجماع واشتعلت على رؤوس قادة المعارضة التقليدية، كان قبس سيجارة الدكتور السعد ولد لوليد في نهاية النفق، يحرق أشباح الظلامية، و سياسات الإستهداف ومواقف النفعية، و المعارضة الشخصية، جالسا بكل ثبات ينفث دخان الصمود على فقاعات الباطل.
ثم وقف بكل نبل مع فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الرجل الذي قارعه بجسارة خلال فترة حكمه، تلبية لقناعاته، و حين وجده في ساحة الشرف وحيدا يقاتل ضد أركان نظامه و خونة بلاطه، تجرد من كل مآخذه الشخصية ضده، رغم دخوله لسجونه خلال فترة حكمه، فضرب الدكتور السعد ولد لوليد بذلك المثل في الوطنية و الشجاعة و برهن على انقياده لخوض كل معركة للحق ضد الباطل، وكما كرر هو نفسه عدة مرات في لقاءاته الصحفية: (ملة أهل الحق واحدة) وقد جسد ذلك بكل بهاء وجلاء.
ولعل ما خلف خسائر سياسية بالغة في واجهة النظام الإستفزازي القمعي الحالي، هو إصرار قيادة حزب الرباط الوطني، على ممارسة الفعل المعارض رغم كل قيود الإقصاء وكمامات الإسكات، و مناهج التشويه و التشهير و التبخيس، و حرصه الدائم على عدم ترك مقعده شاغرا، وذلك مهما وصلت سخافة الحدث وعدم جديته و بطلانه.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر