سفر الزعماء يأتي بعد الكثير من الترتيبات.. بعد الكثير من التأملات، و إعادة قراءة صحف الاحتمالات.. بعد قص الشوائب و لصق الإنجازات على واجهة الذاكرة الجمعية.
بنشاب : فالزعيم يحتاج لمخزون ثقة يساعده على شد ظهره و رفع أنفه في وسط أفق الفخامة، كي يمشي على بساط المجد: كأن يسير موكبه المهيب على طرق اسفلتية عظيمة من إنجازه، و يتعالج في مستشفيات فخمة متخصصة في أعتى الأمراض من تشييده، ويلقي من نافذة سيارته نظرات الاعتزاز على قصور بديعة للمؤتمرات من تخطيطه و تنفيذه، ثم يعتلي ظهر جسر عملاق حوله من حفرة عميقة إلى صهوة اسمنتية فارهة..
وحين يسرح الزعيم قليلا، ينبهه تعرق يده على جواز سفره الوطني الذي كان قبل فترة حكمه يباع تحت أشجار السوق و تسد فراغاته بالأقلام ذات الحبر الرديء! فيأخذ نفسا عميقا مستعرضا شريطا مشرفا من العمل بجهد على توثيق أوراق بلده المدنية، وحماية حقوق شعبه وتأمين نسيجه من اختراقات الأعداء و صولات الأخطار العديدة.
كيف سيمشي الزعيم محمد ولد عبد العزيز برأيكم بعد هذا التراكم، الذي غذى معنوياته طيلة سيره مساء أمس إلى مطار دولي بمعايير عالمية كان من أعظم ثمار رؤيته الثاقبة و إرادته القاطعة و عنفوانه الجارف وثورته الطاحنة ضد الفساد و الركود و النكوص؟!
لا يمكننا _طبعا_ تصور مثل هذا الرجل وهو تضرب ركبته الأخرى أثناء سيره على بساط يخرج عن خطه عدة مرات، يحمله السراب كمنديل اختطفته الريح من سلة مهملات! ليجلس في مقدمة قوم لا يرون تحت أناقة ربطة عنقه غير ورقة تسويد مطوية بفوضوية على هامش منبر مهجور!
سر على بركة الله فالنصر إن شاء الله حليفك
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر