بنشاب : في الوقت الذي اختار فيه نظام فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني، إعادة البلد إلى مربعات النكوص، وذلك في شتى المجالات، و عبر مختلف السبل، ظل الشعب يقاوم ذلك الواقع البائس، بمحاولات التعبير عن رفضه، واحتجاجه عليه.
لكن معاول القمع، وعصي التنكيل، حولته جدارا يريد أن ينقض، ولما لم يحاول أحد من بين أطر الوطن من الداخل، إقامة الجدار، و فضلوا عوضا عن ذلك أن يستطعموا النظام مقابل إهمال البناء، وتجاهل حق المحرومين من الشعب في كنوز و ثروات بلدهم المنهوب، خرج من جفن الغروب سائق شاحنة، يدعو إلى اعتناق الحرية، ينفخ في بوق عظيم، ينادي بضرورة الوعي، ويخاطب الضمير، ينعش جثث اليائسين، و يبث الأمل في آذان القانطين..
قد نختلف معه في استخدام بعض القواميس، و قد نسجل عليه بعض الهفوات أو الثغرات، لكنها طبيعة العمل البشري، ما هو مؤكد أن دافعه هو حب الوطن وهدفه جلب الخير للشعب.
إن انتزاع هذا النظام لحق المواطن في التظاهر، والاحتجاج، و عدم الترخيص لنشاطات المعارضين له، يجعلنا مسيجين، مصفدين في حفرة قاحلة فسيحة، الأمر الذي يجعلنا نعلق الكثير من الآمال على كل مساحة للتعبير تتاح لاخوتنا في بلدان خارجية، ونتطلع إليهم بشراهة الجياع، و نتابعهم بنظرات المحرومين، لذلك ننتظر بكثير من الحماس الوقفة التي سينظمها اخوتنا غدا في واشنطن بقيادة أخي وصديقي Sidi Mohamed Kmache وبقية الشباب، ونتمنى أن تحضر كل آلام الشعب ومشاكله في شعاراتهم، خاصة التراجع الخطير الذي شهده البلد للحريات، والظلم و الاستهداف الذي يتعرض له فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، و سلسلة الاعتقالات بسبب الآراء.
كما أتمنى أن يكثف أخوتنا الحضور هناك نيابة عنا جميعا، وتعبيرا عن آمالنا و آلامنا.