لست أعرف الحديث الذي دار بين المحامية و القضاء الموريتانى. ولأن هذا الحديث لم تنشر منه ولا حتى شذرات قليلة، ولكنى استطيع أن أن أتخيل أن وكيل الجمهوربة لم يكن يحاضر السيدة فى فلسفة القانون وقوته. وإنما هو ،فيما أتصور ، كان مشدوها ضمنيا بسبب كثرة الأعطاب التى خلفها الملف والضغوط المحيطة به .. فلم يكن حديثه بلغة خشبية بل كان ربما منفتحا.. هذا الانفتاح كان من نتائجه أن الملف بدأ يخفف من سرعته ليأخذ انعراجا ولست ادري فى أي سياق جاء هذا .. وهذا هو المنطق الذي لا يختلف فى جوهره لما جاء فى تصريحات المحامية التى دخلت أصلا الخط بقوة القانون وكانت شرارة اندفاعها إلى الامام قوة دافعة نجحت فى اضعاف النظام والبارون وصمت لم نر مثله خيم على صحافة الافك والارتزاق . ولولا أن المحامية وجدت وعودا من القضاء الموريتانى لكان حديثها لغة ومضمونا يوازي ما كانت تكتب فى البداية ولكن النظام احس بخوف شديد وهزة عنيفة تنتابه لما قد تسببه المحامية فى رسمهم مقبرة لامعة لأنظار العالم.
وهكذا نجحت المحامية فى وقت وجيز فى معركتها الصامته والعلنية فى وقت وجيز . لقد وضعتهم في مأزق تاريخي ، فالنظام والبارون الجاثمان على الأرض ، أصبحا كالصخرة التى تحطمت على رأسها كافة محاولاتها ..