بنشاب: كتبت الماجدة Aziza Barnaoui
لا يهتم الشعب بحملات الشيطنة التي تقودها الحرباء و البومة و الحيزبون و ما اختلط جنسه من الذباب الطنان و البعوض الرنان، والقمل النازل من جدائل الخضوع و الذل، و ما تداخل شكله مع الزواحف و الخفافيش و العوالق، فتارة يحبو و يطير أخرى و معظم حياته يتعلق برجليه في أغصان الشبهات تحت قبة الظلام و رأسه سهمي نحو السفح و القاع يناديه للسقوط..
ومن توحدت ألوانهم زمنا و ترقطت جلودهم دهرا و نضجت تحت سوط عذاب اللؤم ضمائرهم و استبدلوا أردأ منها تحت حلة الإجماع على الاستهداف و التنادي على موائد الفساد و ورود أحواض الطمع و التولي وقت الهلع و الصمت و الاستخفاء وقت الجزع والمواجهة..
فهل نصرة مثل تلك الثلة إلا شؤم و نحس و سوء طالع !؟ اليست عداوتها مجدا و رفعة شأن و سعدا؟!
كما أن النظام الذي يعكف على صياغة المجلدات الاعلامية الإنشائية الغير مرفقة بدلائل إدانة و لا محاضر سرقة و لا وقائع تلبس باختلاس، فهو الذي رغم ادعائه للمثالية الزائفة اعترف باقتراض آلاف المليارات و استلام مئات المساعدات المليارية منذ استلامه للحكم، بالإضافة إلى ما يدخل الخزينة العامة سنويا من موارد ثابتة للدولة ولم ينجز رغم ذلك مشروعا ولم يشيد منشأة و لم يبن مطارا و لا جسرا و لم يقتن طائرة و لا دبابة ولا دراجة و لم يفتتح مدرسة و لا جامعة و لا معهدا، ولم يسجن مختلسا ولا سارقا رغم ابتلاع ميزانيات و اختفاء صناديق و ذلك باعتراف رئيس الجمهورية و بشهادة الشعب، فأين ذهبت آلاف المليارات يا ترى ؟
مع العلم أن الاتهامات الملفقة للرئيس السابق حتى وإن صدقناها جدلا فقد رافقتها نهضة تنموية وتخطيط عمراني و حملات تدشينات لمنشآت صحية وتعليمية وإدارية ضخمة و إصلاحات ونجاحات دبلوماسية عظيمة و إنجازات جمة تقف اليوم شوكة في عيون أبواق النفاق و الشقاق و التلفيق، مادام الفساد طبع حكم الرئيس السابق و الاصلاح ميز نظام الحالي فلماذا نرى إنجازات عملاقة للمفسد و لانرى أثرا للميزانيات و لا الانجازات في فترة المصلح؟؟
ثم مادامت العشرية تحت مجهر التحقيق و التدقيق و عدسة الفضح فأين تسريبات تقارير المفتشية العامة للدولة لما رصدته من اختلاسات في الوزارات و الإدارات و السفارات أثناء العشرية؟؟
علما أن أصحاب تلك السرقات من الوزراء و الرؤساء و ما دون ذلك و ما فوقه يشكلون أركان النظام الحالي !!!
و ماذا عن فضائح السيادة خلال العشرية لماذا لا نرى إعادة نشر وتسريب على المواقع الاستقصائية المحترمة لوقائع اعتقال و سجن مسؤولين موريتانيين في دول مجاورة "ومجاورة جدا" بتهمة الاختلاس و النهب، وهم اليوم يتولون وظائف سيادية مهمة في النظام!!!؟
ماذا عن عمليات الاكتتاب و التوظيف خارج الأطر القانونية، ثم أين المطالب الشعبية و النخبوية بالتحقيق في تسيير ميزانيات الدفاع و الجيوش و الإدارات الأمنية خلال العشرية ؟
ألا يمكن أن يكون الرئيس السابق "السارق" قد نهب تلك الميزانيات بمساعدة المسؤولين آنذاك عن تسييرها و من واجب المحققين و الغيورين على مصالح البلد ارجاع تلك الثروات للشعب؟!
ما هي الأوجه التي صرفت بها ميزانيات الرئاسة و وزارات الداخلية و الدفاع و العدل والخارجية خلال ما مضى من مأمورية فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني؟ نظرا لأننا لم نسمع في الاعلام عن إنجازات لهذه القطاعات سوى لقاءات بسفراء و سياسيين و عدة أسفار لحضور مؤتمرات؟!
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا أين ذهبت التوجيهات السامية والتوصيات الملحة و التعليمات الصارمة الصادرة عن فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني لنظامه بضرورة تنفيذ برنامجه الانتخابي تعهداتي؟!! ومتى وكيف سيتم تنفيذ التعهدات قبل حلول سنة 2024 التي تنتهي فيها مأمورية تنفيذ برنامج تعهداتي؟!