صدور الأحكام القضائية بحق شباب مقاطعة أركيز الذين أمضوا شهورا في السجن عقابا لهم على تعبيرهم عن رفض الواقع المزري الذي تعيشه مقاطعتهم كبقية مقاطعات الوطن المختطف من قبل رموز الفساد المحنطين تزامن مع إصدار أحكام أخرى في محاكمات استعجالية تمت فيها إدانة رئيس حركة أجعبن السيد محمد سالم ولد بيبه وبعض المدونيين بأحكام قاسية غير عادلة ولا متناسبة مع ما صدر من هؤلاء الذين من فرط تردي الأوضاع وتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للوطن والمواطنيين راحوا يتبادلون التهم ويتدافعون المسؤولية عن هذا الواقع الصادم الذي هم ضحاياه كل يحمل مكون من مكونات الوطن المغلوبة على أمرها في زماننا هذا ما تتخبط فيه البلاد من فساد وتخلف، لقد وقعوا جميعا في الخطأ أو على الأصح في الفخ فهذا النظام الذي يتظاهر باحترام حرية التعبير والرأي لا شيء عنده مقدس في هذا الوطن سوى رئيسه الذي لا يقدر مطلقا على تحمل المسؤولية المترابط عضويا مع تحمل النقد والدليل على ذلك أن جميع من صدرت ضدهم أحكام الخميس المتعسفة عبروا طيلة ما مضى من هذه المأمورية المشؤومة عن نفس الأراء التي يعتقدون أنها صحيحة ولم تكلف جهة رسمية ولا غير رسمية نفسها عناء النصح أو التوجيه أو الإرشاد أو التنبيه إنما تركوا لحال سبيلهم كل يغني على ليلاه والسبب هو أن كل ما سوى الرئيس مباح في عقيدة هذا النظام والأراء التي يعبر عنها أصحاب الرأي والمشاريع الحركية كان النظام يزكيها بصمته لأنها تبرءه أو تشغل الناس عن الحديث عن فشله وفساده فهؤلاء الذين تسعى الألة الاعلامية المؤجورة إلى إلصاق تهمة العنصرية بهم ليس سوى أكباش فداء تمت التضحية بهم لتبرءة ساحة المتهم الرئيسي عن مآل الأوضاع الحالية وهو ولد الغزواني وحكومته التي سارعت إلى انتهاز الفرصة -الوهمية- حسب زعم منظريها وهي تحميل هؤلاء الفتية المتحمسين الثائرين على الأوضاع المنتقدين لأسلوب حكم ولد الغزواني وزر المشاكل الجمة التي تعانيها البلاد وكأنه بسجن ولد بيبه ظلما أو غيره تحل مشاكل الأسعار ويقضى على بطالة الشباب ويسود الأمن الغائب عن ربوع العاصمة التي تحولت إلى "فافيلا" تسيطر عليها عصابات السطو والحرابة.
إن ولد الغزواني الذي لا يصلح عمدة لبلدية ريفية يريد أن يطلق بهذه الأحكام الجائرة أخر طلقة طائشة بحوزته ليقتل الروح الوطنية والضمير الوطني لدى كل الشباب وخصوصا قادة الرأي منهم، لكن هيهات فلن يزيدهم ذلك إلا إيمانا بهذا الوطن وسعيا وعزما على انتشاله من الوضع السيء الذي فاقمه فيه فساد المفسدين وعلى رأسهم ولد الغزواني الذي ضيع الأمانة والسيادة وحقوق الشعب.
إن الصدفة المقصودة التي خططت لها الدولة العميقة المنقسمة على نفسها لن تنجح في كبح نقمة الشباب الموريتاني على هذا الرئيس ونظامه الفاشلين ولن تجهض لحظة الإنتصار العظيم بإزاحته بل ستجعلها أقرب من أي وقت مضى، فجميع القوى الوطنية الحية الصادقة تعمل كل من موقعه على انضاج ذلك التوجه وانجاحه وتوفير الظروف المواتية له وإن لحظة أخذ هذا الرئيس ونظامه الفاسد على حين غرة لقريبة جدا ولو فند المرجفون وبخسوا جهود الشباب الذين نكل بهم وظلموا فلحظة الخلاص من ولد الغزواني وزبانيته من المفسدين وبطانته من الساسة المرتشين مهدت له تضحيات الشباب الذين خرجوا وعبروا فقمعوا هنا وهناك وستتوجها تضحيات أخرين الوطن عندهم أسمى من القبيلة والجهة والعرق.
فلتسجن أيها الرئيس الواجف المستبد من شئت فالشعب عزم أمره والتغيير قادم.