لو أن الزمان كان منصفا لوزعكم بين أقفاص الإتهام ومتاحف التاريخ

جمعة, 03/06/2022 - 22:58

غُرِّي بِها غيري سحابك خُلّبٌ 
والأُمنيّاتُ البيض محْضُ سرابِ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بالأمس طمْأن ول مولود الذين يتساءلون عما حدث للمعارضة قائلا إنهم يعون جيدا ما يقومون به ، فالقضية بالنسبة لهم تتعلق باختلاف الحاكم ، فحين يكون الحاكم مستعدا للحوار  فمن الطبيعي جدا أنْ يتغير سلوك المعارضة .
  " الغريب أنّ عزيز كان يدعوهم للحوار ويرفضون " 

وأضاف  ول مولود أنّ أهم خطوة قام بها النظام الحالي هي قبوله تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق ، لأنها كانت بمثابة تشخيص للأزمة ومحاسبة نظام سابق على الفساد واعتبر هذه الخطوة التاريخية غير مسبوقة في البلد بل في القارة.
 "بالمناسبة فإنّ هذه الخطوة التاريخية للمحاسبة تمخضت عن سجن رجل واحد ، فيما يتولى نفس النظام تسيير البلاد بفساد غير مسبوق "

وقبل ذلك وصف النائب بيرام الداه اعبيد حكم البلاد بنظام الابارتايد، قبل أنْ ينقلب بقدرة قادر إلى نظام ديموقراطي رشيد أفنى دهره في البحث عن صديق مثل رئيسه!

بعد ذلك جاء الدور على مسعود ول بلخير ليقول مغاضبا : رئيسٌ أتى أوْ جيئ به ليجلس ويقول لنا إنه لا توجد بالبلد أزمة …. الحقيقة أنه لم يسبق للبلد أنْ واجه أزمة كهذه ، هل تنتظر مثلا أنْ نتناحر ونتقاتل ؟
و أضاف : رئيس يخاف مواجهة المشاكل عليه أنْ يستقيل ، إما أنْ تكون رئيسا أسدا أو مجرد نعجة فعليك الرحيل .
 سابقا باع نفس المسعود رفيقه احمد داداه مقابل رئاسة البرلمان و وزارة !

وفي نفس السوق اشترى حزب تواصل وزارتين في حكومة ول الوقفْ الثانية مقابل السكوت و القبول بالعلاقات مع اسرائيل !
قطع ول الوقفْ الشك باليقين ، عندما حاول جميل منصور الإيحاء بأن هنالك ضمانات فيما يخص العلاقة مع اسرائيل ، حيث أكد ول الوقفْ أن مراجعة هذه العلاقات ليست في برنامج حكومته بل و ليست من صلاحياتها !

قبل ذلك بقليل تنكر أحمد ولد داداه للديمقراطية نفسها التي كان يتولى زعامة معارضتها ، فصال و جال في الداخل و الخارج ، لشرعنة انقلاب عسكري ، لمجرد أن لاحت في الخيال فرصة للرئاسة !

في ذات الوقت اصطف الطيف السياسي الذي كانت أياديه قد أمسكت بالملاعق لاقتسام الكعكة - لولا أن باغتها انقلاب عزيز  - فيما عُرف بالجبهة الوطنية المطالبة بعودة الشرعية ، شرعية ما لبثت أنْ أصبحت كالعاهة مبررا لاستجداء التدخل الأجنبي ، حيث طلب بعضهم في أروقة السفارة الامريكية دعما إسرائيليا لاغتيال عزيز بكوماندوز عسكري من المرتزقة !

تمّ بعد ذلك اتفاق داكار و انفضت الوفود عن الشيخ الوقور ، فما عادت الجبهة تأتي به على ذكر ، لينزوي في قرية "لمدن  " يتأمل أحوال الدنيا بصمت إلى أنْ تغمده الله برحمته الواسعة .

انتُخب بعدها عزيز في الجولة الأولى ، في انتخابات أشرفت عليها حكومة وحدة وطنية ، وزاراتها المعنية بالاقتراع تشرف عليها المعارضة ، رفض أحمد ولد داداه الاعتراف بعزيز رئيسا مدنيا منتخبا ، بعد أنْ كان اعترف به رئيسا عسكريا منقلبا !

هذه طبقة سياسية فاسدة ومفسدة لا يمكن التعويل عليها ، تضع رجلا في الموالاة وأخرى في موقع المعارضة إِنْ أعطيّتْ سكتت وتملقتْ وإنْ مُنعت ابتزت نظاما ضعيفا اعتادت إخضاعه لرغباتها بتعيين الأبناء والأقارب وتوزيع الصفقات وتبديد موارد البلد في سياسة المجاملة والارضاء …

لا مناص من مسح الطاولة بالكامل و تنظيفها من هؤلاء ، لا أمل في اي اصلاح مع هؤلاء ، ولوْ أنّ الزمان كان منصفا لوزّعهم بين أقفاص الاتهام ومتاحف التاريخ .