بنشاب : سعداني يا ناقصة الدين و قاصرة العقل كما لووا أعناق الحديث الشريف ليزوروا فوقيتهم عليك، لقد أفحمتهم بجسارتك وأسقطتِ أقنعتهم بريح صرصر لم تبقِ من رتوشهم ما قد يحجب قبيح حقيقتهم المتكبرة، فتعرت السياسة و برزت الخلفية و تكسرت جدران زجاج الزيف ولم تنزل قطرة خجل ولا دم… ومن تخجله الحقيقة عندما تصدر من ثغر امرأة؟ فدونيتها المتجذرة في مجتمع كامل لن تضر ما له كرجل من درجات.. ستصنف تلك الحقيقة في رف ثرثرة النساء "كلام لعليات"…
ولكن كم كانت سطوة اللاوعي قوية _حين استفزت زبد الأعماق و تغلبت على طلاء العادات و زيف الأخلاق الذي يتسامى بالرجل عن الرد على كلام المرأة _ فتجلت في جواب حاد حصدته النائب المحترمة سعداني، و قد عكس تجذر الطبقية الاجتماعية في عقول نخبنا الثقافية و السياسية و حتى الدينية، فبين الجمل تم تمرير إساءة فُكت طلاسمها في صالونات علية القوم، و هي تزركش بقهقهات خبيثة تستحضر المثل الحساني القدحي الذي ينال من عرض المرأة في شريحة لمعلمين حيث يعتدون عليها لفظيا حضوريا و غيابيا حين يقولون بملئ أفواههم :" أكْذَبْ مَنْ امْعَلْمَه جَالْبَ اوُسَادَه" رغم أن تلك "لمعلمه" لم تسوق جسدها و لم تأكل بثدييها حين جاعت و لم تتاجر بالدين، و لم تستعبد ولم تغتصب و لم تستغل نفوذا ولم تبسط سلطة على خلق الله بتجبر، إنما صنعت فأبدعت ثم دارت على قدميها مع ظلم الدنيا تستجدي من يشتري منها الجمال و بديع الفن، فاتخذوها هزواً و غرهم تكبرهم و لم ينتصروا على تفوقها على اتكالهم وكسلهم و عدم انتاجيتهم إلا بالتنكيت عليها واتهامها بالكذب في دعايتها!!
لقد صدحت "سعداني لمعلمه" اليوم بكلمات سلطت الضوء على كذب الدعايات الرسمية و السياسية و الاجتماعية و استفزت فئة من المجتمع شعرت بخطر اكتشاف الشعب لزيف دعايات من هو أكذب و أقل إبداعا من "امعلمه جالبَ اوساده" !
وفي الحقيقة اختلف مع النائب سعداني بنت خيطور في الكثير من وجهات النظر و وسائل التعبير الحادة أحيانا و الخطابات المتشنجة لكن ذلك لا يمنع من قول قطعة من الحقيقية المؤسفة المسكوت عنها والتنديد بالاختلالات الاجتماعية التي تشكل حشائش سامة في وحدة وسلمية مجتمعنا وإلا أكن شريكة فيها و أكن من الظالمين الظلاميين.