بنشاب : ظهرت في وسط التسعينات حركات متشددة تتحدث باسم الدين الإسلامي و الرجوع إلى تطبيق شرع الله(حسب زعمها) أذاقت العالم الويلات من قتل و تفجير حيث لم تسلم منها بلاد إلا من رحم ربي، و لم تكن بلادنا نشازا ، من نهج الغلو و التطرف في كثير من الأحيان، حيث وقعت أحداث مؤلمة راح ضحيتها العشرات من جنودنا الأبرياء المسالمين و بعض الرعايا الأجانب المعاهدين ببلادنا...
بدأ بالهجوم على حامية ""لمغيطي""و ""تورين"" و ""الغلاوية"" لتنتقل المعركة إلى داخل البلاد و وقعت مطاردات و اعتداءات على بعض الرعايا الغربيين و قتلهم بدم بارد....تلاه هجوم على مشارف نواكشوط، و تم تدمير عدة سيارات مفخخة و قتل بعض الإنتحاريين الذين كانوا على متنها و مواجهات مع بعض هذه الجماعات في وسط العاصمة انواكشوط....
حصلت الأحداث بسرعة فائقة دون أن تترك للنظام الطائعي آنذاك فرصة في التفكير مع ما كان يعيشه البلد من أزمات....
و بوتيرة أسرع حدث التغيير بمجيئ الرئيس الأسبق المرحوم أعل ولد محمد فال ثم المرحوم بإذن الله سيدي ولد الشيخ عبد الله..
حصل ما حصل، مما لا يتسع المقام للتطرق له إلى أن جاء الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في أوج الأزمات التي كانت تعيشها البلاد و خاصة الناحية الأمنية و بدأ بإعادة هيكلة الجيش الوطني و اقتناء المعدات اللوجستية الضرورية لتكوين جيش قادر على حماية الحوزة الترابية و تأمينها و الذود عنها...و حماية المواطن و ممتلكاته... معتبرا الأمن و السلم النواة لدولة الديمقراطية و النمو، بدأ بناء دولة موريتانيا الحديثة في عشرية النماء و التطور..
فوضع الخطة الأمنية التي اعتمدتها العديد من دول الجوار فوقف في وجه المغالين و المتطرفين المتشددين و طاردهم و تم اعتقال معظمهم داخل البلاد و جلب البعض حتى من خارج الحدود...
بدأ بتأمين منافذ للدخول إلى البلاد و تحديد نقاط للعبور فأمن البلاد لينقل المعركة إلى خارج الحدود و قام بمطاردة الفلول المتشددة و ضرب بيد من حديد حتى أمن بعض مناطق في دول الجوار مما يحدنا...
فتح الحوار مع ما بات يعرف بالسلفيين في السجن المدني و أنشأ لذلك هيئة من خيرة علمائنا و أكثرهم وسطية و اعتدال و تمكن في الإقناع بما قال الله و رسوله، فرجع العشرات منهم عن غيهم ممن وفقهم الله إلى جادة الحق و الصواب فتم العفو عنهم و تم توفير مشاريع مدرة للدخل لصالحهم بدأوا بها حياتهم وسط أهليهم و تم دمجهم في الحياة النشطة لبلدهم لا زالوا يقطفون ثمارها إلى اليوم بعد أن عادوا إلى رشدهم...
بينما بقيت القلة القليلة منهم متمسكة بالتطرف ربما لدواعي السلامة و العلاقة بين المجموعة و المتعلقة بأسرار بين قياداتها شابتها خيانات و غيرها فضل أصحابها السجن خوفا على حياتهم.....
خطة آتت أكلها تنضاف إلى إنجازات لا زالت قائمة من محظرة و إذاعة للقرآن و طباعة مصحف موريتاني أشرف عليه علماء في القراءات و الرسم و التجويد...
خطة دفاعية استباقية استطاع رجل الساحل القوي....أن يجعل دول الساجل التي يرجع الفضل في تأسيسها له إلى أن تعتمدها في مواجهة الجماعات المسلحة المتشددة و الجريمة المنظمة العابرة للحدود...