بنشاب: يتم منذ الأمس تداول صورا بشعة لمجموعة من الأطفال قريبي العهد بالمراهقة أحدهم يطبق ما يشاهده من مظاهر العنف بالمسلسلات و و ما تعلمه من صحبة سوء....
حيث يجهز على زميله ضربا و ركلا و لكما دون رحمة و لا شفقة و هو ينزف و الدماء تغطي وجهه، في صور يندى لها الجبين و تتقطع لها الأوصال.......في مكان ما....
هذا الطفل يبدو أنه عاش ردحا من الزمن بين أوكار العنف و استعمال المخدرات و الرذيلة بعيدا عن حنان الوالدين و التأطير المدرسي....
وجه جديد و مظهر من مظاهر الإنحطاط و التردي في مجال من أهم مجالات التنمية البشرية و الإستثمار في الإنسان الغائب تماما عن برامج الدولة الإجتماعية رعاية و تكوينا و تأطيرا....
هذا الطفل الذي يظهر أنه نتاج لتفكك الأسرة و التسيب المدرسي و تحت ضغط الظروف الإقتصادية و تأثير تردي المعيشة و انتشار البطالة في صفوف الشباب المعيل للأسر..و غياب برامج التشغيل إلا على الأوراق و الإستهلاك الإعلامي رغم وجود وزارتين إلى ثلاث (*)الشؤون الإجتماعية و الأسرة(*) و (*)الشغل و الشباب و الرياضة(*) و (*)العمل(*) و (*)وزارة الثقافة(*) التي لها دور لا يستهان به إن هي تحملت الجزء من المسؤولية الخاص بها...
هذه حالة من حالات الإنفلات الأمني و التي يجب وضع حد لها بالقبض على أصحابها إن كانوا قصرا، و دراسة الأسباب و البحث عن الحلول الناجعة...
وزارة العدل يجب أن تتحمل هي الأخري مسؤوليتها في إنشاء مزيد قوانين تجريم المساس بحقوق الطفل و تطبيقها و إنشاء المزيد من مراكز الإيواء للقصر و تكوينهم و تأطيرهم و خلق فرص عمل مهنية تتماشى مع سنهم و مستواهم التعليمي إن وجد...
كذلك هناك دور منظمات المجتمع المدني و المنظمات المتخصصة للطفولة يجب أن تلعب دورها وهي الغائب الحاضر عندما يكون هناك إستفادة مادية دون تقديم أي خدمة تذكر في المجال -مع بعض التحفظ و لو قليلا-... حتى لا نعمم، فهذه غائبة تماما رغم تنامي هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا من اغتصاب الأطفال و تشغيلهم في مهن محرمة دوليا بقوة القانون و تشريدهم و المظهر الأهم و الأخطر و هو التسرب المدرسي.....
بهذا تكون المسؤولية مشتركة بين المجتمع و الدولة و التي تتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية و التي خصصت لها ميزانيات بالمليارات ذهبت في أغلبها أدراج الجيوب و لغير أهدافها...
هذه إذا رسائل غير مشفرة إلى الحكومة و الجهات المختصة #أن تداركوا الموقف قبل فوات الأوان# ...فهؤلاء مستقبلكم و حملة المشعل غدا...
فمتى تعي الدولة و النظام فائدة الإستثمار في الإنسان الذي إن صلح صلح المجتمع و الوطن و إن فسد ضاع و ضاع الوطن معه....!!!؟؟؟؟