بنشاب: في إغفاءة من الزمن تسلّم نظامٌ ضعيف السلطة في البلد؛ ليجد نفسه تحت رحمة طبقة سياسية فاسدة؛ لا هو يملك القوة لكبح جماحها؛ ولا هو بالقادر على خلق روح التآلف بينها وسلفه القوي؛ والمُصرّ على ممارسة السياسة ومحاربة المفسدين .
تمّ اختلاق ملف العشرية ليكون وسيلةً لإلهاء الرأي العام وكسب الوقت للتمكن والتمكين.
اليوم وبعد ثلاث سنوات من الركض وراء الوهم؛ التقط المواطن أنفاسه ليستفيق على واقع شاحب ومرير لبلد يترنح على حافة الافلاس؛ ما عادت مداراة المواجع بالكذب تجدي نفعا؛ و الملف الذي أُريد له أنْ يكون وسيلةَ إلهاءٍ للرأي العام؛ فقد بريقه ولسان التلفيق والشيطنة جفّ ريقه؛ وسبائك الذهب ومليارات الدولارات "المنهوبة" تبخرت؛ والأقلام المأجورة جفّت منها المحابر وما عادت تقنع أصحابها …
كالبطة العرجاء يترنح نظام الصدفة بين العجز والفشل؛ يسير اليوم بخطى متثاقلة إلى مثوى النسيان حيث باتت كل المؤشرات توحي بقرب خط النهاية.
لم يعد في جعبة النظام ما يقدمه، يبقى تراجع الحريات الفردية والجماعية ومضايقة الأحزاب السياسية وقمع الاحتجاجات السلمية … مجرد هروب إلى الأمام بمُسكّنات قد تؤخر قليلا موعد الاصطدام؛ لكنها لا تُلغي أبدا حتميّة التغيير .
هذا الواقع يجعلنا اليوم نرى بعين اليقين؛ أنّ ما تشهده الساحة اليوم من أحداث متتالية؛ إنما هي ترجمان لقوانين التاريخ والطبيعة؛ ولن تكون ممارسات النظام القمعية وإعادة إنتاج نفسه من جديد؛ سوى مغالبة مستحيلة لقوانين ونواميس الكون .
لقد بدأ العد التنازلي لفرض التغيير .