بنشاب: لا زال خصوم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، القدماء منهم والجدد، وألئك منهم الذين انخرطوا في لفيف دفاع الدولة يستشهدون في اتهاماتهم له بثلاث تصريحات صرح بها، أحد هذه التصريحات كان في بداية مأموريته الأولى، وهو أنه لا يمتلك سوى حفارة، والتصريحين الآخرين قالهما في مؤتمرات صحفية بعد تسليمه للسلطة وعوده من سفره وتشكيل اللجنة البرلمانية للتحقيق، الإبنة البكر من التزاوج بين " السيدة " أزمة المرجعية و " السيد " إرضاء المعارضة، وبطبيعة الحال هناك فرق بين التزاوج والزواج.. حيث قال في أحد هذه المؤتمرات الصحفية إنه يملك المال وأنه ليست به أوقية واحده من المال العام، وأنه لم يستخدم أوقية واحدة من راتبه طيلة رئاسته للبلاد.
وصحيح أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز صرح بهذه التصريحات، والأكيد أنه صرح بها عن وعي بل وعن عمد في بعضها، ولكن كان لكل من هذه التصريحات سياقه الزمني والظرفي والمناسباتي الذي صرح به فيه، فبخصوص حديثه عن حيازته لحفارة، والذي يستخدمه القوم اليوم كمرجع لممتلكاته ويريدون القول إنه صرح بأنه لم يكن يمتلك في بداية مأموريته الأولى سوى حفارة، وها هو بعد خروجه من السلطة يقول إن لديه المال.. هذا التصريح كان كما قلنا في بداية المأمورية الأولى للرئيس السابق وبالتحديد سنة 2012، ولم يأت في إطار حديث له عن أمواله أو ممتلكاته، وإنما جاء في أحد المؤتمرات الصحفية له ردا على سؤال لأحد الصحفيين قال له يجري الحديث بأنكم تمتلكون شاحنات وجرافات وآليات، فقال إنه لا يملك من تلك الآليات سوى حفارة واحدة يستخدمها في حفر الآبار ببعض مناطق البلد في إطار العمل الخيري. وعليه فلم يكن هذا التصريح في إطار حديث للرئيس السابق عن ممتلكاته حتى نجعل منه وثيقة نستخدمها كدليل على " تطور " ممتلكات الرجل من مجرد حفارة باعترافه خلال بداية حكمه، إلى أموال وثراء باعترافه أيضا بعد خروجه من السلطة !
لم يتحدث الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن ممتلكاته طيلة وجوده في سدة الحكم، أما تصريحه بأنه يمتلك المال وأن ليست به أوقيه من المال العام، ثم تصريحه بأنه لم يستخدم أوقية واحدة من راتبه كرئيس فقد كانت تلك التصريحات بعد خروجه من السلطة، أي بعد ثمانية أعوام من حديثه عن امتلاكه لحفارة، وقد أسلفنا بأنه صرح بأنه يمتلك المال عن وعي وهو المتهم في مدى مشروعية تلك الممتلكات، لكن تصريحه بأنه لم يستخدم أوقية واحدة من راتبه فقد كان عن عمد ولكي لا يترك مجالا لمن يريد إن يلتمس له مخرجا ويقول لعل مصادر مملكاته كانت راتبه كرئيس.. فبدون أن يكون رادا على سؤال عن راتبه خلال حديثه عن ممتلكاته قال نعم أمتلك المال ولكن ليست به أوقية واحدة من المال العام لأنني لم أكن في حاجة إليه، فحتى راتبي لم استخدم منه أوقية واحده وأنا رئيسا.
ونحن بخلاف خصوم الرئيس السابق نعد هذه التصريحات والتحدي الذي أعقبها خلال خرجات أخرى له لمن يأتي بأي دليل على التهم التي وجهت له، أدلة براءة بدل أن تكون موجبات اتهام، بل وأكثر من ذلك دليلا على بطلان لائحة التهم التي لو كانت حقيقية أو كافية لما تم اللجوء للاستئناس بحديث الرجل عن امتلاكه لحفارة.. وإن كان لم يكتف بتلك التصريحات وذلك التحدي، بل تعهد علنا بأنه في الوقت والمكان المناسب سيعلن عن مصادر ممتلكته، وأن من ستقوم عليهم الحجة، ومن سينكسون رؤوسهم هم ألئك الذي يتهمونه اليوم ونحن واثقون من الإيفاء بذلك التعهد، والكرة في مرمى من يتعطش للكشف عن مصادر تلك الممتلكات ويريد الكشف عنها " أعل أمباله "!.